Yo soy el sultán de la ley de la existencia
أنا سلطان قانون الوجود
Géneros
ليلتها كان للتصفيق في أذني وقع غريب. فمهما بلغت اللعبة أمامنا من مهارة، ومهما احتوت من إعجاز وبطولة، فالتصفيق حتى في أعتى موجاته كان دائما يبدو فاترا وكأنه صادر عن جمهور قد قرر بادئ ذي بدء، ألا يقيس أي شيء بمقياس قدرته عليه أو استحالته، وكان أي شيء وكل شيء يبدو مستحيلا تماما أو حتى ممكنا تماما. لا فرق.
كان في الحقيقة نوعا من تصفيق الخجل إذا لم تصفق. تصفيق أداء الواجب تدفعه كثمن التذكرة، كالضريبة، وأمرك لله.
وكانت مضخات اللاعبين تجأر قواها في محاولات مستميتة من أجل الوصول إلى مياه الجمهور العميقة وسحبها لتصعد إلى مستوى ما يقومون به من بطولات كي تنسكب بعد هذا شلالات حماس وإحساس وانبهار. ولكن المياه ظلت دائما أبعد من مدى المضخات، وأبعد.
ماذا كان قد بقي من البطل محمد الحلو؟ •••
ذلك الذي بدأ حياته في ساحة السيرك، صبيا يلعب، ويفرح أنه يلعب، وفوق هذا يكسب، ثم حالما بالبطولات يحلم، ثم بطلا يحقق الأحلام وبالسعادة القصوى يتمتع. الجمهور يجأر ويزأر طربا، وهو يقتل نفسه كي يجعله يجأر أكثر وأكثر. الدفء حوله وفي داخله. الحياة حلوة. الأمل عريض. حتى النقود بجلالة قدرها، وفي لحظات كتلك، لا تهمه بالمرة.
حين تختار أن تكون مروض وحوش، أو لاعب ترابيز، أو طيار اختبار وتجارب فصحيح أنك تأكل عيشا بهذه الوسيلة، ولكن لو كان أكل العيش وحده هو الهدف لما اخترت أيا منها أصلا، ولجأت، مثلما يلجأ أكيلة العيش إلى أي عمل آخر خال من أية خطورة كما يفعل الملايين من الناس أكلة العيش والأرزقية.
ذلك أنك تختار هذا العمل لتسعد ذاتك أولا ولتثبت لنفسك وللناس قدراتك.
فإذا لم يعد مهما أبدا لدى أناس أن تثبت بطولتك، ولا حتى لديك أنت نفسك.
فماذا يبقى منك؟
أكل العيش؟
Página desconocida