ثم التفت إلى إسحق وقال: وأين كنت يا إسحق بعد فرارك من بغداد؟
قال إسحق: خرجت يا أمير المؤمنين من بغداد متنكرا فلم يظفر بي إبراهيم، فضربت في الصحراء حتى أتيت مدينة «الرقة» وقد حمي النهار، فوقفت أستريح في فناء بيت رحب، فما لبثت أن مر بي خادم يقود حمارا فارها
3
عليه جارية حسناء، تحتها منديل مصري، وعليها من اللباس الفاخر ما ليس وراءه غاية، فدخلت البيت الذي كنت واقفا بجواره.
4
ثم لم ألبث أن جاء شابان جميلان، فاستأذنا فأذن لهما، فدخلت أنا معهما، فظنا أن صاحب الدار دعاني، وظن صاحب الدار أني معهما. فجلسنا وأتي بالطعام فأكلنا، وبالشراب فوضع بين أيدينا، وخرجت الجارية الحسناء، وفي يدها عود فغنت لذي الرمة:
ألم تعلمي يا مي أني وبيننا
مهاو
5
لطرف العين فيهن مطرح
Página desconocida