فقال إسحق الموصلي: يا أمير المؤمنين، ما رأيت أبا نواس - رحمه الله - ترك معنى من المعاني إلا قال فيه شعرا. وقد ذكرته يوما بذلك وقلت له: «يا أبا نواس قلت ما قلت في كل شيء، وهذا علي بن موسى لم تقل فيه شيئا.» فقال: «والله يا إسحق ما تركت ذلك إلا إعظاما لمقامه، وليس قدر مثلي أن يقول في مثله شعرا.» ثم سكت قليلا وأنشد:
قيل لي أنت أحسن الناس طرا
في فنون من الكلام النبيه
لك من جيد القريض مديح
يثمر الدر في يدي مجتنيه
فلماذا تركت مدح ابن موسى
والخصال التي تجمعن فيه
قلت لا أستطيع مدح إمام
كان جبريل خادما لأبيه
قال المأمون: صدق والله الحسن بن هانئ.
Página desconocida