9
وأنه لا يحق لأحد أن يطالب به أو يسترده؛ لأنه ملكه الخاص ولا علاقة لوقف عين ورقة به.
وبعد ربع ساعة استحال المطران شحاذا، وودع الشدياق سركيس طالبا منه الإخلاد إلى السكينة، وانتظار مشيئة الله الكائنة لا محالة، ولا تكون إلا خيرا.
فأخذ الخوري يبكي لفراق سيده. أما الشدياق فوقف ومد يده اليمنى نحو كنيسة الدير وقال: وحقك يا مار قبريانوس كفيفان، يشهد علي ربي وجميع القديسين أني لا أكف شري عن المير وجماعته حتى تعود، يا سيدنا، إلى ما كنت عليه. فإن رضي عليك المير وأجاب مطالب الشعب الذي قدته سيادتك، رضيت أنا ولزمت بيتي، وإن بقيت هكذا مشردا فلا يردني إلا الموت.
وكان موقف الانصراف مؤثرا جدا. ذهب المطران شمالا ورجع الخوري والشدياق على أعقابهما، وفي الطريق كان الخوري يوسف حائرا بأمره لا يدري أن يذهب، فقال له الشدياق: ما افتكرت أن تعمل؟
فأجاب الخوري: كنت مع سيدنا خاليا من الهم، والآن أنا متحير. - ماذا يحيرك؟ كما كنت أنت في خدمة المطران، نكون نحن في خدمتك وتكون معنا. لا بد لنا من سماع القداس يوم الأحد والعيد، لا بد لنا من الاعتراف والمناولة. إذا كنا ثائرين على المير فنحن ما زلنا عبيد الله، وإذا قتلنا خصومنا فنيتنا سليمة وغايتنا طيبة. غايتنا نصرة الشعب المظلوم. نحن يا محترم - وأنت طبعا تعرف اللاهوت
10
أكثر مني، في موقف الدفاع عن النفس - اشتهينا العضة من الرغيف
11
في أيام سعادته. نحن نزرع وهو يحصد. نحن نجمع وهو يأخذ ما نجمع بزرية وشاشية وفردة وشونة!
Página desconocida