الوجه، الملثم ببرقع
26
من شجر السنديان، لا يصلح حصنا لعصابة كدير القطين، ولكن موقعه الطبيعي صالح لإشعاع الفضيلة والتقوى.
أعجب أهالي القرى المجاورة أن يحل بينهم هذا «الحبيس» الجديد المتكل على الله في معاشه ... فمن عادة الحبساء في لبنان أن يمونهم دير ما، أما هذا الناسك فحل في هذا الدير المهجور منذ عشرات السنين، ولا معين له غير كاهن آخر مثله، ولكنه أفتى منه.
كان يروح هذا الكاهن الشاب ويجيء ليقوم بخدمة معلمه وتموينه، أما الحبيس، وهو كهل، فلا يبرح الدير أبدا. تجده إما على سطح الدير مصليا، أو في داخله راكعا ساجدا، أو نائما على صفة
27
من حجر، قائمة في قبو، قدام باب الكنيسة.
تزين جدران هذا الدير الجوانية والبرانية
28
أعشاب مختلفة، منها ما يتدلى، ومنها ما ينكمش على ذاته كالشعب حين يغلب على أمره.
Página desconocida