150

Amir Ahmar

الأمير الأحمر: قصة لبنانية

Géneros

بك! ما قلت لك أمنتك!

فقال الشاعر: طبعا سعادتك تعرف البطرك الحالي، الحبيشي، اسأله عن الشدياق سركيس فهو يعرفه، فإن لم يستحسن ما عرضت لسعادتك من رأي فأنا في قبضة يدك، أبقى رهينة عندك حتى يجيئك الجواب ... وإن استثقلت وجودي، أغب وأرجع. - بل تبقى عندي في كل حال ، فأنا محتاج إليك، لك عندي شغل يا شدياق، أنت شدياق لأنك تعلمت في عين ورقة.

فاضطرب الشاعر، وحنا رأسه مفكرا. ورأى الأمير ذلك فقال: وإن لم يعجبك قصرنا ففتش عن أحسن.

وأراد الشاعر أن يطري، فقال الأمير: لا مجال لكثرة الحكي. تقدر أن تجي براس الشدياق سركيس أو الإرشاد إلى عصابته، ولك المال والوظيفة!

فأجاب الشاعر: وظيفة فقط. ونفتش عن الشدياق، ولعل الله يبختنا

23

به. أمني يا مولاي حتى أبدي لك رأيي بوضوح. - قلت لك أمنتك ... كم مرة نؤمنك ... احك ما عندك. - أعطني عهدك وزمتك وجوارك. - أعطيتك. أنت في زمة المير بشير، وعهده ووجهه.

فضحك الشاعر وقال: أتجرأ أن أحكي؟ - قل، قلت لك.

فأجاب الشاعر بخضوع يمازجه الخوف: أريد يا مولانا عهد بو سعدى لا عهد الأمير بشير.

فقطب المالطي حاجبيه، فأحس الشاعر بشيء كأنه الماء الفاتر يجري تحته ... ثم انبسط وجه الأسد اللبناني فعادت روح جليسه إليه.

Página desconocida