17
ويضرب المندل، ويعرف الماضي والحاضر والمستقبل، أنا يا سيدي نوري ابن نوري ابن نوري
18 ... هذا العلم وراثة عندنا، والسر محفوظ في سليلتنا، فإن أمرت وراق لك صرف ساعة رضا، أطلعناك على الأسرار التي تريد أن تعرفها. ندلك على كل شيء تريده من ضائع، ومن عاص، ومن طائع، أنا الشيخ إسماعيل ابن شيخ النور الأكبر، فإذا أمرتني أريتك كل ما تريد أن تراه.
سمع الأمير، ولكنه لم يصدق كل ما قيل، غير أنه نوى في تلك الساعة أن يصرف نهاره تسلية، ولا بأس أن يكون مع النور.
وتقدم نفر من خيالة المير وسألهم عن «الكواشين» - جمع كوشان، وهو الوصل بالمال الذي يترتب على النوري أن يدفعه في البلاد التي يمر بها - فرأى معهم الوصولات المطلوبة موقعة من مأمور جبيل، أي مقاطعة المير قاسم. فقال لهم الخيال: إذن زرتم المير قاسم؟
فأجاب شيخ النور: ورقصنا له وأكرمنا ... ثم التفت إلى السعدان وهز له الخناق صائحا به: أين قيمة المير قاسم؟ فرفع السعدان يده إلى رأسه. •••
وعاد الأمير إلى القصر عصر ذلك النهار طيب النفس، وقعد يتحدث في المساء مع المعلم بطرس والكتاب، فكان التعجب شاملا مجلس الأمير.
تعجبوا جميعا كيف يتعلم الحيوان ويعمل أحيانا ما لا يستطيع أن يقوم به الإنسان العاقل أحيانا. ثم جرى حديث السحر وغيره من ضروب الشعوذة، فأخذ هذا يؤكد وذاك ينفي.
سردت أخبار فيها الغرائب والعجائب حتى استطردوا إلى قصة الراهبة هندية التي كانوا يزعمون أنها كانت تركب تيسا، وتذهب إلى الهند ليلا وتعود في الصباح.
فضحك المير وقال : سموها هندية لأجل هذه الخرافة ...
Página desconocida