تعجب المعلم بطرس كيف يعرف شيخهم اسمه، ولكن الشك فارقه؛ لأنه يعلم أن أبناء الخالة - النور - يعرفون الأسماء ...
وقدموا لقردهم طربوشا صغيرا ليلبسه على شان المير ففعل، وسألوه أن يلبسه على ذكر الجزار، فقذف به في الهواء نافرا مشمئزا ...
فارتاح المير إلى هذا الذكاء.
ثم ذكروا له اسم أحد مناصب الدولة بالبلاد الذي لم يحسن استقبال «جوقتهم» ولم يعطهم شيئا، فأعلن السعدان نفوره وغضبه، فضربه مرقصه وقال له: حط يدك على راسك. فأبى السعدان وامتنع ...
فتركه وسأله: أين قيمة فلان؟ - وهو من «مناصب البلاد» وقد توارى من وجههم وما أعطتهم داره شيئا - فوضع السعدان يده على قفاه ... فابتسم المير وقهقهت الخيالة والمعلم.
وذكروا للسعدان اسم رجل غير حائز على رضا المير، فرمى السعدان بالطربوش.
كان المير يضحك لكل هذا. ولما أبدى سعادته هذا السرور استأذنه زعيم الجوقة بالرقص، فرخص له، فأحدث منه أشكالا وألوانا.
كان يطلق رجليه في الهواء ويمشي على يديه، ثم ينام على الأرض ويرفع ساقيه طاويا ركبتيه على خنجرين يكحل بهما عينيه.
وأخيرا صعد أحدهم على سطح بيت وأدار وجهه نحو الأرض، ثم انحدر من فوق إلى تحت متمسكا بالجدار بيديه وفخذيه، والأمير يزداد إعجابا بهذه الرشاقة.
وبعد ساعة تقريبا أمر لهم الأمير بما أمر، فتقدم منه شيخهم داعيا له بطول العمر، وسأله إن كان يرخص لهم بحفلة تفوق هذه «الدار»، فابتسم الأمير ولم يجب، ولكن المعلم بطرس أومأ أن نعم. فتشجع رئيس الجوفة وقال: عبد سعادتك يكشف البخت،
Página desconocida