135

Amir Ahmar

الأمير الأحمر: قصة لبنانية

Géneros

تهيبوا الموكب الأميري فبهتوا ... ولم يقطب الأمير وجهه ولم يعقد حاجبيه، فأدرك المعلم بطرس أن حركات رقصهم، وطبلهم وزمرهم، وألعاب قردهم ودبهم تروق لصاحب السعادة، فغمز النوري الأكبر، فهب ذاك مثل النسيم وصاح: على شان سعادته .

فانتفخت القربة في فم أحد رجال الجوقة، وانتفخ معها خداه وبطنه، فضحكت الحاشية، وانبسط وجه الأمير.

وعاونه الزمار والدف المخشخش، ثم رج الطبل؛ فترجل الأمير لأنه كان يحب المطربات البلدية، وخصوصا الضخم من أصواتها، كما كان يهتز للشعر. ولما رأت جوقة النور أن سعادته مرتاح إلى حركاتهم استخفهم

15

الطرب، فكان «دبهم» أخف من الطير. يقولون له: امش مشية العجوز، فينحني على عصاه ويكاد يدب، ويقولون له: امش مشية الصبايا، فيتغندر ويتخطر مثل بنت خمسة عشر، هازا المحرمة وفي رقبته فوطة.

ويسألونه: كيف عجن الصبايا؟ فيقعي

16

ويأتي بتلك الحركات. ويطلبون منه أن يمشي مشية الناطور فيفعل.

أما السعدان فكان يأتي في الخفة ضروبا، ويجيب عما يطرح عليه من الأسئلة بنباهة وذكاء.

قال له صاحبه: أين قيمة سيدنا المير؟ فوضع يديه الثنتين على رأسه بكل تجلة واحترام، ولولا القليل أنشده قصيدة. وقالوا له: أين قيمة المعلم بطرس؟ فوضع يدا واحدة على رأسه.

Página desconocida