Amin Rihani: Promotor de la Filosofía Oriental en Occidente

Tawfiq Sacid Rafici d. 1400 AH
85

Amin Rihani: Promotor de la Filosofía Oriental en Occidente

أمين الريحاني: ناشر فلسفة الشرق في بلاد الغرب

Géneros

ولنا بآفاق البلاد وثوب؟

نرجو الحياة وليس يجهل عالم

أن الحياة مصائب وخطوب

لا فاتنا عز الحياة ولا عدت

شعبا تذل بها الحياة شعوب

يا حبذا يوم يروح لنا به

هذا له نغم وذاك طروب (6-4) خطبة أمين أفندي الريحاني

يقال في الشرق والغرب: الشرق شرق، والغرب غرب، ولا يجتمع الاثنان. وهي كلمة لا تصح إلا في مظاهر الاجتماع السطحية التي تزول عند احتكاكها من جهة بالحقائق الأولية الدائمة، ومن جهة أخرى بالحقائق السامية الفنية، فإذا ما تجاوزنا السطحيات إلى ما تحتها مما يربط الأمم بعضها ببعض؛ كالشعور الأدبي، والعواطف البشرية الشريفة، أو إلى ما فوقها من آثار العقل والخيال؛ كالفنون الجميلة والصناعات، لوجدنا في الشرق من الغرب، وفي الغرب من الشرق أشياء كثيرة نفيسة، حيوية، كأنها من بيتها أصلا، وفيه.

ومن البراهين على ذلك برهان واحد قائم حولنا الآن، بل نحن فيه واقفون، برهان هو الفن بعينه، بل هو منتهى الإبداع في الفن. إن هذا القصر الجميل، يا سادتي، بل في هذه القاعة الفخمة ليجتمع الشرق والغرب اجتماعا فنيا جميلا لا تناكر فيه ولا تنافر؛ فهذه صناعة الشرق وقد تناهت دقة وجمالا تظلل صناعة الغرب وفنونه، وقد سمت شكلا وصنعا، وبين الفنين تناسب أنيق جميل، بين الصناعتين صلة لا تكلف فيها ولا اجتهاد، صلة طبيعية يتهادى إليها الجمالان، وتذوب عندها أطراف السحر والبيان.

أما في النقش أو الرسم أو التطعيم أو الهندسة، فالغرب والشرق من هذا القبيل صنوان، وما يصح في الفنون والصناعات - اللهم إذا تناهت إتقانا وجمالا - يصح في العلوم وفي الآداب وفي الاجتماعات، إذا تجاوزنا فيها السطحيات؛ فالحكيم الهندي والحكيم الإنكليزي لا يختلفان، وشكسبير والفردوسي أخوان، والمعري وملتن وفولتير من أمة واحدة، أمة النبوغ وحرية الوجدان.

Página desconocida