فلما أصبحت دخلت مكة وقد سبقني كل نساء بني سعد إلى كل رضيع بمكة فرجعت راجعة، فقلت لصاحبي: أنت رجل وأنا امرأة أدخل مكة فاسأل من أعظم الناس قدرا وخطرا؟، قال: آل مخزوم، قالت: قلت ليس كذا اسأل سؤالا أشفى من هذا، سل من أعظم الناس كلهم قدرا؟ فرفع إلي فقال: عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، قالت: فأقعدت صاحبي في الرحل، فدخلت مكة فأصبت نساء قومي قد سبقوني إلى كل رضيع في قريش، قالت: فندمت أشد الندامة على دخولي مكة، فأصبت، وقلت في نفسي: لو أني أقمت في منزل من منازل بني سعد لكان أحسن بحالي وأيست عندها، فجعلت أدخل بيتا وأخرج من الآخر، فإذا نساء قومي قد سبقوني إلى كل رضيع في قريش.
Página 64