أَسَدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ سَلَّامِ بْنِ سَلْمٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَامِعٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " عَلَامَاتُ الْمُؤْمِنِ وَطِبَاعُهُ: قُوَّةٌ فِي دِينٍ، وَحَزْمٌ فِي لِينٍ، وَإِيمَانٌ فِي يَقِينٍ، وَعِلْمٌ فِي حِلْمٍ، وَكَسْبٌ فِي رِفْقٍ، وَعَطَاءٌ فِي حَقٍّ، وَقَصْدٌ فِي غِنًى، وَتَجَمُّلٌ فِي فَاقَةٍ، وَإِحْسَانٌ فِي تُؤَدَةٍ، وَطَاعَةٌ فِي نَصِيحَةٍ، وَنَهْيٌ عَنْ شَهْوَةٍ، وَتَوَرُّعٌ عَنْ رَغْبَةٍ، وَتَعَفُّفٌ فِي جَهْدٍ، وَتَحَرُّجٌ فِي طَمَعٍ، وَشُغُلٌ فِي صَبْرٍ، وَسَدَّةٌ فِي شَفَقٍ، وَصَلَاةٌ فِي شُغُلٍ، وَشَفَقٌ فِي ثِقَةٍ، وَرَحْمَةٌ لِلْمُجْهُودِ، وَيَطْرُدُ فُحْشَهُ بِمَعْرُوفِهِ، ويَغْلِبُ شُحَّهُ بِعَطَائِهِ، وَهُوَ فِي الزَّلَازِلِ وَقُورٌ، وَفِي الْمَكَارِهِ صَبُورٌ، وَفِي الرَّخَاءِ شَكُورٌ، وَلَا يَغْلِبُهُ الْغَضَبُ، وَلَا يَحْمِي بِهِ الْحَمِيَّةَ، وَلَا يَخْتَالُ وَلَا يَفْخَرُ، وَلَا يَتَكَبَّرُ وَلَا يَتَعَظَّمُ، وَلَا يَقْطَعُ الرَّحِمَ، وَلَا يَضُرُّ بِالْجَارِ، وَلَا يَشْمَتُ بِالْمُصَابِ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ، وَلَا وَاهِنٍ وَمَهِينٍ، وَلَا تَغْلِبُهُ شَهْوَتُهُ، وَلَا تَزْدَرِيهِ رَغْبَتُهُ، وَلَا يَبْدُرُهُ لِسَانُهُ، وَلَا يَسْبِقُهُ بَصَرُهُ، وَلَا يَغْلِبُهُ فَرَحُهُ، وَلَا يَمِيلُ بِهِ هَوَاهُ، وَلَا يَفْضَحُهُ بَطْنُهُ، وَلَا يَسْتَخِفُّهُ حِرْصُهُ، وَلَا يَقْصُرُ بِهِ لِينُهُ، وَلَا يَهْمِزُ وَلَا يَلْمِزُ، وَلَا يَبْغِي وَلَا يَحْسُدُ، يَنْصُرُ الْمَظْلُومَ، وَيُعِينُ الْغَارِمَ، وَيَرْحَمُ السَّقِيمَ وَالضَّعِيفَ، وَلَا يَبْخَلُ وَلَا يُبَذِّرُ وَلَا يُسْرِفُ، يَعْفُو إِذَا ظُلِمَ، نَفْسُهُ مِنْهُ فِي عَنَاءٍ، وَالنَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ، لَا يَرْغَبُ رَغَبَ الدُّنْيَا، وَلَا يَجْزَعُ مِنْ ذُلِّهَا، لِلنَّاسِ هُمُومٌ أَقْبَلُوا قِبَلَهُ وَلَهُ هَمٌّ قَدْ شُغِلَ بِهِ، يَهُمُّهُ مَا هُوَ صَارَ إِلَيْهِ، لَا يُرَى فِي خُلُقِهِ نَقْصٌ، وَلَا فِي دِينِهِ دَنَسٌ، وَلَا فِي إِيمَانِهِ لَبْسٌ، وَلَا فِي فَرَحِهِ بَطَرٌ، وَلَا فِي حُزْنِهِ جَزَعٌ، يُرْشِدُ مَنِ اسْتَشَارَهُ، وَيَسْعَدُ بِهِ مَنْ صَاحَبَهُ، يَتَكَرَّمُ عَنِ الْبَاطِلِ، وَيُعْرِضُ عَنِ الْجَاهِلِ، فَهَذِهِ أَخْلَاقُ الْمُؤْمِنِ
وَهِيَ ثَمَانُونَ خُلُقًا، وَمِثْلُهَا أَخْلَاقُ الْمُنَافِقِ ضِدُّهَا ".
١٣٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْأَشْعَثِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ، يَقُولُ: «الْمُؤْمِنُ قَلِيلُ الْكَلَامِ كَثِيرُ الْعَمَلِ، وَالْمُنَافِقُ كَثِيرُ الْكَلَامِ قَلِيلُ الْعَمَلِ» .
١٣٣ - أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لُهَيْعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ السَّكْسَكِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ مَرَّ بِرَسُولِ اللَّهِ ﵌ فَقَالَ لَهُ: «كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا حَارِثُ؟»، فَقَالَ: أَصْبَحْتُ مُؤْمِنًا حَقًّا، فَقَالَ: «انْظُرْ مَا تَقُولُ، فَإِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةً فَمَا حَقِيقَةُ إِيمَانِكَ؟»، قَالَ: قَدْ عَزَفَتْ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا، وَأَسْهَرْتُ لِذَلِكَ لَيْلِي، وَأَظْمَأْتُ نَهَارِي، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَرْشِ رَبِّي بَارِزًا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ فِيهَا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ النَّارِ يَتَضَاغَوْنَ فِيهَا، فَقَالَ: «يَا حَارِثُ، قَدْ عَرَفْتَ فَالْزَمْ»
١٣٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُسْتَةَ بْنِ
1 / 41