شيئا على صلاة الجمعة والتنسك بجامعها المبارك * وليكون فى هذه الحسنة ممن شارك * ثم خرج الى جهة المينا فشاهد امورها ومصالحها * ولاحظ مهماتها ومناحجها * وامر في ذلك بما امر * ورأى ان التخفيف عن الرعية وعن الثغر من جملة سد الثغر * وان اقامته به ولو يوما مجحف باحواله * بامواهه وامواله * فخرج على حاله وعاد الى مخيمه المنصور* وشرع في تفرقة الإنعام بكل ميسور * فأعطى من الاقمشة المذهبه * والتعابى المغربه * والسواسى الحرير * والبدلات التى كأنها زهر الربيع النضير* ما ارضى كل امير* ومقدم كبير * وصاحب خدمه * وولى نعمه * حتى صار عند كل منهم من ذلك ما لا عند تاجر كبير متكسب * واكثر مما في خزانة ملك في الجمع منسبب * ورسم خلد الله سلطانه للأمراء والمقدمين وغيرهم في التوجه لاقطاعاتهم * وتربيع خيولهم * فتوجهوا وبقى في جماعة من خواصه المقربين * وذوي خدمته المخلصين * وكانت الجوارح قد تألمت من تخصيص الوحش بالاصطياد دونها * وسألته في انه لا يديم صونها * وانه أحسن الله عونه بحسن عونها * فعدي الى جهة ابيار وغيرها لاصطياد الطير * لينالها ما نال الغير * ولان هذه من بلاد العدو آتيه * فهي أحق بان تكون جوارحه
Página 26