٣١ - وهو الأهم: هل يمكننا الاعتماد على أثر عن أحد الصحابة الكرام - رضى الله عنهم أجمعين فى هذا التحديد بالرغم من عدم ورود ذلك عن النبى الأمين ﷺ؟؟
وأثر عبد الله بن عمروانه قال: (يمكث الناس بعد طلوع الشمس من مغربها مائة وعشرين سنة)، والحديث سنده عند أبى شيبة (٨ / ٦٧٠) ط. دار الفكر كالآتى:
وكيع عن اسماعيل عن أبى خيثمة عن عبد الله بن عمرو
وأيضًا اسناده عند نعيم فى الفتن هو نفس الإسناد السابق.
وهذا إسناده فىه كلام كثير، فقد توفى عبد الله بن عمرو بن العاص فى الفترة من عام ٦٣ هـ إلى ٦٩ هجريًا، فى حين أن أبا خيثمة ولد عام ١٠٠هـ وتوفى فى الفترة من ٧٢ إلى ١٧٧ هجريًا، وهذا يعنى أن السند ضعيف لانقطاعه بين عبد الله بن عمرو بن العاص (الصحابى) وبين الراوي أبى خيثمة (من أتباع التابعين) ثم بعد هذا يقول المؤلف (أمين) الأثر صحيح، ولم يبين لنا - كعادته -كيف تم تصحيح هذا الأثر؟! ومن الذى صححه؟؟!!
وحتى إذا سلمنا جدلًا بصحة هذا الأثر إلى عبد الله بن عمرو فإننا نعلم أن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما يروى كثيرًا عن أهل الكتاب، ولعل ذلك منه، وانه وجد زاملتين فى معركة اليرموك فكان يحدث منهما، وانه لا حجة لأحد بعد المعصوم ﷺ.
قال القاضى عياض ﴿فيما نقله الصنعانى عنه فى كتابه (رسالة شريفة) ص ٤٠﴾:
حاول بعضهم فى تأويله أن نسبة ما بين الاصبعين كنسبة ما بقى من الدنيا بالنسبة إلى ما مضى، وأن جملتها سبعة الآف. .. وقد ظهر عدم صحة ذلك لوقوع خلافه، ومجاوزة هذا المقدار ولو كان ثابتًا لم يقع خلافه.
ثم قال الصنعانى معقبًا ص ٤٠: وإذا علمت انه قد بطل حمل حديث " بعثت أنا والساعة ... على ما ذكر، تعين حمله على ما قاله القاضى عياض: " انه على اختلاف ألفاظه إشارة إلى قلة المدة بينه ﷺ وبين الساعة، ومثله قاله القرطبى فى " المفهم ". انتهى كلام الصنعانى.
قال فى ص ٣٣: الطريقة الخامسة طريقة الحافظ ابن حجر:
ثم نقل عن ابن حجر أن مدة هذه الأمة قدر خمس النهار تقريبًا، ثم قال المؤلف (أمين):
وباعتبار أن عمر الدنيا = ٧٠٠٠ سنة
اذن عمر الدنيا = ١÷ ٥ × ٧٠٠٠ = ١٤٠٠ سنة تقريبًا
الرد: ٣٢ - هل قام ابن حجر بهذا الحساب بنفسه وتوصل إلى هذه النتيجة أم قلت أنت ذلك ثم تنسبها لابن حجر كسابقتها؟!!
٣٣ - من قال لك أن ابن حجر يوافق على أن الدنيا ٧٠٠٠ سنة، وهذا لم يثبت عن النبى ﷺ
٣٤ - لماذا لم تضف نصف اليوم (الـ ٥٠٠ سنة) هنا أيضًا؟! فإذا أضفنا الـ ٥٠٠ سنة فسيكون عمر الأمة ١٩٠٠ سنة!!
ثم قال فى ص ٣٤: الطريقة السادسة: طريقة أخرى لابن حجر:
ونقل فيها قول الحافظ أن اليهود أطول زمانًا، وكذا قوله: قد اتفق أهل النقل على أن مدة اليهود إلى بعثة النبى ﷺ كانت أكثر من ألفى سنة، ومدة النصارى من ذلك ستمائة سنة وقيل أقل..)، ثم قال ان عمر أمة اليهود = ١٥٠٠ سنة تقريبًا
إذن عمر أمة الإسلام أقل من ١٥٠٠ سنة
الرد: ٣٥ - هل قال ابن حجر أن عمر الأمة أقل من ١٥٠٠ سنة؟! لا، لم يقل ذلك، أما قوله بانه اتفق أهل النقل فقد سبق نقل الردود عليه وتوضيح ذلك.
٣٦ - لماذا أيضًا لم تضف النصف يوم (الـ ٥٠٠ سنة)؟ !
٣٧ - إذا كان عمر الأمة أقل من ١٥٠٠ سنة ونحن الآن فى عام ١٤١٨هـ، فعلى ذلك فإن انتهاء الأمة سيكون فى مدة الثمانين سنة القادمة تقريبًا من الآن على أكثر تقدير بزعمكم!! وأنت تقول أن انتهاء الأمة يكون عند ارسال الريح اللينة، فهل ظهور المسيح الدجال وظهور المهدى ونزول عيسى بن مريم ﵇ وظهور الدابة و...و...الخ سيكون فى الثمانين سنة القادمة؟!!
قوله ص ٣٦: الطريقة السابعة (التواطؤ):
وهو يعنى انه بسبب تواطؤ ستة طرق على تقدير تقريبى لعمر أمة الإسلام يدور حول الـ ١٥٠٠ سنة، فإن هذا يولد تلقائيًا طرية سابعة سماها المؤلف (أمين): التواطؤ، وقال انه تم اثباتها من نصوص كلام ائمة الإسلام
الرد: ٣٨ - إذا كانت كل الطرق السابقة ليست صحيحة أصلًا، ولم يتكلم بها ابن حجر ولا ابن رجب، فكيف تقول انه تم اثباتها من نصوص كلام ائمة الإسلام؟ !
ثم من قال انه إذا توافرت لدى أحد ستة طرق فى الاثبات فإن هذا يولد تلقائيًا طريقة سابعة؟!!!!!
أم أن المقصود هو محاولة زيادة عدد الطرق لتصل إلى رقم ٧ بأى طرق؟؟
فهل يعنى هذا الرقم شيئًا بالنسبة لك أو لغيرك؟؟
ألا وهو- مرة أخرى - ٧ طرق
الله أعلم!!!
1 / 48