218

الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية

الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية

Editorial

دار القلم

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م

Ubicación del editor

بيروت - لبنان

Géneros

والثاني: أنّه الإنس، والجنِّ، وهذا قول ابن عباس (١)، وسعيد بن جبير (٢)، ومجاهد (٣)، وابن جريج (٤)، ومقاتل بن سليمان (٥). ودليلهم قوله تعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾ [الفرقان: ١]، ولم يكن نذيرا للبهائم (٦). كما ويقوي هذا القول، جمع الكلمة على (عالمون)، وهو جمع لايكون إلا مع العاقل! فيكون هذا دليلا على أن الحديث عن عوالم عاقلة. والثالث: أن العالم: الدنيا وما فيها (٧). والرابع: أهل كل زمان عالم، قاله الحسين بن الفضل، لقوله تعالى: ﴿أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ﴾ [الشعراء: ١٦٥]، أي من الناس (٨)، وقال العجّاج (٩): فَخِنْدِفٌ هامَةُ هَذَا العَالَمِ ... مبارك للأنبياء خاتم وقال جرير بن الخطفى (١٠): تنصفه (١١) البرية وهو سام ... ويضحي العالمون له عيالا والخامس: أن العالم عبارة عمن يعقل، وهم أربعة أمم: الإنس والجن والملائكة والشياطين، ولا يقال للبهائم: عالم، لأن هذا الجمع إنما هو جمع من يعقل خاصة. وهذا قول الفراء وأبي عبيدة (١٢). والسادس: أن العالمين، أي: المخلوقين. قاله أبو عبيدة، وأنشد قول لبيد بن ربيعة (١٣): ما إن رأيت ولا سمعـ ... تُ بمثلهم فى العالمينا والسابع: أنهم المرتزقون، قاله زيد بن أسلم (١٤)، ونحوه قول أبي عمرو بن العلاء (١٥): هم الروحانيّون، وابن قتيبة (١٦)، وهو معنى قول ابن عباس كذلك: "كل ذي روح دبّ على وجه الأرض" (١٧).

(١) انظر: تفسير الطبري (١٥٧)، و(١٥٨): ص ١/ ١٤٤. (٢) انظر: تفسير الطبري (١٥٩)، و(١٦٠): ص ١/ ١٤٤ - ١٤٥. (٣) انظر: تفسير الطبري (١٦١)، و(١٦٢): ص ١/ ١٤٥. (٤) انظر: تفسير الطبري (١٦٥): ص ١/ ١٤٦. (٥) انظر: تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٣٦. (٦) انظر: تهذيب اللغة للأزهري: ٢/ ٤١٦. (٧) انظر: النكت والعيون: ١/ ٥٥. (٨) انظر: تفسير الطبري: ١/ ١٤٤. (٩) هو عبدالله بن رؤبة أبو الشعثاء، اشتهر بالعجاج الراجز، لقي أبا هريرة، وسمع منه أحاديث، والبيت في ديوانه: ٦٠. (١٠) ديوانه: ٢/ ٧٥٠. (١١) تنصفه: أي تطلب فضله. (١٢) انظر: حكاه عنهما القرطبي في تفسيره: ١/ ٢١٣. وقول أبي عبيدة: أن العالمين: المخلوقين. (١٣) ديوانه: ١/ ١٢، والأغاني: ١٥/ ٣٧٩، ونسبه القرطبي للأعشى، ولم نقف عليه للأعشى. (١٤) حكاه عنه القرطبي في تفسيره: ١/ ٢١٣. (١٥) حكاه عنه الثعلبي في تفسيره: ١/ ١١٢. (١٦) انظر: غريب القرآن: ٣٨، قال: " (العالَمُونَ): أصناف الخلق الرُّوحانِيِّين، وهم الإنس والجن والملائكة، كلُّ صِنْفٍ منهم عالَم". (١٧) انظر: تفسير الثعلبي: ١/ ١١٢، وزاد المسير: ١/ ١٢، وتفسير القرطبي: ١/ ٢١٣.

1 / 225