59

الإمام المازري

الإمام المازري

Editorial

دار الكتب الشرقية

Ubicación del editor

تونس.

Géneros

في مقدمته الخالدة (١): «وَأَمَّا " صَحِيحُ مُسْلِمٍ " فَكَثُرَتْ عِنَايَةُ عُلَمَاءِ المَغْرِبِ بِهِ، وَأَكَبُّوا عَلَيْهِ، وَأَجْمَعُوا عَلَى تَفْضِيلِهِ .. وَأَمْلَى الإِمَامُ المَازَرِيُّ مِنْ كِبَارِ فُقَهَاءِ المَالِكِيَّةِ عَلَيْهِ شَرْحًا وَسَمَّاهُ " المُعْلِمَ بِفَوَائِدِ مُسْلِمٍ " اشْتَمَلَ عَلَى عُيُونٍ مِنْ عِلْمِ الحَدِيثِ وَفُنُونٍ مِنَ الفِقْهِ، ثُمَّ أَكْمَلَهُ القَاضِي عِيَاضٌ بَعْدَهُ وَتَمَّمَهُ وَسَمَّاهُ " إِكْمَالَ المُعْلِمِ "». وغفل ابن خلدون في تعريفه بشرح المازري عن أنه اشتمل أيضًا على مسائل كثيرة في أصول الكلام، وأبحاث قيمة في الأنظمة الإسلامية، ومسائل الخلاف، كمسألة الاجتهاد والإمامة وشروط البيعة والمفاضلة بين الصحابة وجواز الجوسسة في الحرب وغيره مما يطول تعداده. ويظهر أن الإمام ﵁ لم يقصد بادئ بدء وضع هذا الشرح بالذات، وإنما كان - على عادة كبار العلماء المتقدمين - يملي إملاءات خلال دروسه، فتجمع من تلك الأمالي ما كَوَّنَ شَرْحًا مُسْتَقِلًاّ. يؤيد هذا ما حكاه عبيد الله بن عيشون المعافري الأندلسي - وهو من كبار تلاميذ الإمام -

(١) " مقدمة ابن خلدون ": ص ٤١٩ طبعة مصر سنة ١٣٢٠ هـ.

1 / 60