106

إلا أن خلود الكفار المراد به التأبيد بلا خلاف بين الأمة... ومعنى خلودهم فيها استحقاقهم لها دائما مع ما توجبه من أليم العقاب ، فأما من ليس بكافر من فساق أهل الصلاة ، فلا يتوجه إليه الوعيد بالخلود ).

عقيدة السنيين

روت مصادر السنيين تشويشات من تأثير رأي عمر ، لكنها روت ما يوافق القرآن شبيها بما في مصادرنا كما في البخاري:7/203، من حديث طويل: (عن أنس قال قال رسول الله(ص): يجمع الله الناس يوم القيامة فيقولون لو استشفعنا على ربنا حتى يريحنا من مكاننا... فأرفع رأسي فأحمد ربي بتحميد يعلمني ثم أشفع فيحد لي حدا، ثم أخرجهم من النار وأدخلهم الجنة ، ثم أعود فأقع ساجدا مثله في الثالثة أو الرابعة حتى ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن . وكان قتادة يقول عند هذا: أي وجب عليه الخلود).

وقد فسرت مصادرهم عبارة (إلا من حبسه القرآن ) بالتأبيد..كما في البخاري:8/183، وفي:5/147: ( إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود... إلا من حبسه القرآن يعني قول الله تعالى: خالدين فيها ) .

وفي هذه العقيدة الأساسية تدخل عمر بن الخطاب أيضا ، فقال إن أهل النار ليسوا مخلدين فيها ، فالنار تفنى وينقل أهلها إلى الجنة !!

وقد وافقه على ذلك ابن تيمية ! وعلله تلميذه ابن القيم بأن النار كالسجن لابد أن تخرب بمرور الوقت ، فلا يبقى لأهلها مكان إلا الجنة !

قال السيوطي في الدر المنثور:3/350: (وأخرج ابن المنذر عن الحسن عن عمر قال: لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل عالج لكان لهم يوم على ذلك يخرجون فيه . انتهى !!

وعالج: صحراء رملية ذارية بين نجد والبحرين .

Página 107