47

Al-Wasit fi Qawaid Fahm al-Nusus al-Shar'iyyah

الوسيط في قواعد فهم النصوص الشرعية

Editorial

الغدير للطباعة والنشر والتوزيع

Número de edición

الثانية

Año de publicación

1427 AH

Ubicación del editor

بيروت

- ١٢٨): ((قال سيدنا الشريف الأجل المرتضى ذو المجدين - أدام الله علوه -: وكما أنه كان في الجاهلية وقبل الإسلام وفي ابتدائه قوم يقولون بالدهر، وينفون الصانع، وآخرون مشركون، يعبدون غير خالقهم، ويستنزلون الرزق من غير رازقهم أخبر الله تعالى عنهم في كتابه، وضرب لهم الأمثال، وكرّر عليهم البينات والأعلام، فقد نشأ بعد هؤلاء جماعة ممن يتستر بإظهار الإسلام، ويحقن بإظهار شعاره والدخول في جملة أهله دمه وماله زنادقة ملحدون، وكفار مشركون، فمنعهم عزّ الإسلام عن المظاهرة والمجاهرة، والجأهم خوف القتل إلى المساترة، وبلية هؤلاء على الإسلام وأهله أعظم وأغلظ، لأنهم يُدغلون في الدين، ويموهون على المستضعفين، بجأش رابط، ورأي جامع، فِعْلَ من قد أمن الوحشة، ووثق بالأنسة، بما يظهره من لباس الدين، الذي هو منه على الحقيقة عارٍ، وبأثوابه غير متوارٍ، كما يحكى أن عبد الكريم بن أبي العوجاء قال لما قبض عليه محمد بن سليمان، وهو والي الكوفة من قبل المنصور، وأحضره للقتل وأيقن بمفارقة الحياة: لئن قتلتموني لقد وضعتُ في أحاديثكم أربعة آلاف حديث مكذوبة مصنوعة».

وقد احتاط علماء الرجال في دراساتهم الأحوال الرواة بالنص صراحة على الرواة الوضاعين ليحذروا الباحثين من الرجوع إلى روایاتهم.

وهم في صفوف رواة الأمامية أقل منهم بكثير في صفوف رواة غيرهم، فقد رجعت إلى كتاب (الفهرست) للشيخ الطوسي فلم أعثر فيه على من نص على أنه وضاع مع وجود عدد من الرواة نص على ضعفهم.

وفي كتاب (الفهرست) للنجاشي المعروف بـ(رجال النجاشي) وقفت على أربعة أسماء نص على أنهم وضاعون، وهم:

45