وفي الديوان (^١) قَصاص الشعر بفتح القاف وقُصاصه بضمها بمعنى وهو منتهاه في الرأس وغايته (^٢)، وهو مشتق منها أي: من المواجهة. وليس لأحدٍ أن يقول: لا يشتق الثلاثي من المنشعبة (^٣) فإن هذا رذلٌ من القول؛ لأن معنى الاشتقاق أن ينتظم الصيغتين [فصاعدًا] (^٤) معنى واحدٌ، وفي هذا لا توقيت بأن يكون المشتق منه ثلاثيًّا، وقد [شحن] (^٥) صاحب «الكشاف» (^٦) [و] (^٧) الفائق (^٨) بذكر اشتقاق الثلاثي من المنشعبة فقال: الدَّبر هو النحل مشتق من التدبير؛ لأن أمره على التنقية. وقال أيضًا: اللحم مشتق من [الحيم] (^٩) المطلقة وهو أن يمنع بثوبٍ أو نحوه. وقال: الجن من الاجتنان عن العيون، وفي «الكشاف» (^١٠): اليم من التيمم؛ لأن الناس يقصدونه للاستقاء، وهذا لأن غرضهم من ذكر الاشتقاق بيان حقيقة معنى ثلاث
الكلمة فجاز أن يكون المنشعبة أشهر وأقرب للفهم من الثلاثي لكثرة استعماله كما في الدبر مع التدبير فصح ذكر الاشتقاق لإيضاح معناه وإن لم يكن المنشعبة أصلًا له (^١١).