العارف في الصحو فيمتنع عليه الاجتهاد معه، ويجوز له تقليده في الغيم لأنه لا يؤذن إلا في الوقت غالبا. نعم إن علم آذانه عن اجتهاد امتنع تقليده ولو أكثر المؤذنون وغلب على الظن إصابتهم جاز اعتمادهم مطلقا ما لم يكن بعضهم أخذ من بعض، وإلا فهم كالمؤذن الواحد. ومثل العلم بالنفس رؤية المزاول الصحيحة والساعات المضبوطة أو لن دخول الوقت بالاجتهاد كورد وصوت ديك مجرب وهو يقول في صياحه يا غافلون اذكروا الله ويسن اقتناؤه لخبر فيه أو تقليد المجتهد عند العجز عن الاجتهاد، فلا يقلد المجتهد مع القدرة على الاجتهاد وهذا في حق البصير. وأما الأعمى فله تقليد المجتهد ولو مع القدرة على الاجتهاد لأن شأنه العجز، والحاصل أن مراتب الوقت ثلاثة: العلم بالنفس وما في معناه والاجتهاد والتقليد، فلو صلى بغير علم أو ظن اجتهاد لم تصح صلاته.

(١) أي الكعبة والمراد باستقبالها استقبال عينها أي جرمها على المعتمد يقينا في القرب وظنا في البعد وسميت قبلة لأن المصلي يقابلها وكعبة لارتفاعها واستقبالها بالصدر شرط لمن قدر عليه والله أعلم