234

Al-'Adhb an-Nameer min Majalis ash-Shanqeeti fi at-Tafseer

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

Editor

خالد بن عثمان السبت

Editorial

دار عطاءات العلم (الرياض)

Número de edición

الخامسة

Año de publicación

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Ubicación del editor

دار ابن حزم (بيروت)

Géneros

جَاءَتْكُمْ بَلِيَّةٌ مِنَ البلايا ﴿إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ﴾ بأن هَاجَ عليكم البحرُ ورأيتم الموتَ عِيَانًا ﴿أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ﴾ من بلاءٍ عظيمٍ وداهيةٍ عُظْمَى ﴿أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ﴾؟؟ أَتَدْعُونَ في ذلك الوقتِ غيرَ اللَّهِ من هذه الأصنامِ التي تَعْبُدُونَ دُونَهُ؟ والمعنى: كَلَاّ لَا تَدْعُونَ في ذلك الوقتِ إلا إياه وحدَه، كما صَرَّحَ به في قولِه: ﴿بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ﴾ [الأنعام: آية ٤١] وَقَدَّمَ المفعولَ للحصرِ، أي: لا تَدْعُونَ وقتَ الشدائدِ إلا إياه وحدَه؛ لأنكم تعلمونَ أنه هو الذي بِيَدِهِ إزالتُها، وأن غيرَه لا يقدرُ على رفعِ الكرباتِ عَنْكُمْ، ثم قال: ﴿فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ﴾ اسْتَشْكَلَ بعضُ العلماءِ (إلى) بعدَ (تَدْعُونَ) وقد قال بعضُ الْمُحَقِّقِينَ (^١): إن [(دَعَا) قد تُضَمَّنُ مادةَ (لَجَأَ) كما قد تَتَعَدَّى بـ] (^٢) (إلى) كما في قوله: (وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ﴾ وكما قال الشاعرُ (^٣):

(^١) انظر: البحر المحيط (٤/ ١٢٩)، الدر المصون (٤/ ٦٣١).
(^٢) في الأصل: «(تدعون) قد تُضَمَّن مادة (دعا) قد تتعدى إلى». ولا يخفى أن الكلام بهذا السياق مُختل؛ وذلك أن مادة: (دعا) تتعدى بنفسها إلى المفعول إذا كانت بمعنى
(^٣) السؤال والاستغاثة والطلب، كما في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ﴾ [الزمر: آية ٨]. وقد تأتي بمعنى الحث على فعل شيء أو تركه، وحينها تتعدى بـ (إلى) كما في قوله تعالى: ﴿قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ﴾ [يوسف: آية ٣٣]. وهنا في آية الأنعام المراد بالدعاء: سؤال الله واللَّجَأ إليه، وقد استشكل بعض العلماء تعدية (تدعون) بـ (إلى)، وبناء على ذلك وقع الخلاف في توجيه ذلك، فقيل: معنى الآية: «فيكشف ما تدعون - أي: تطلبون وتحثون - إلى كشفه». وبهذا يصح تعدية (تدعون) بـ (إلى) .. وقيل: بل هي على معنى سؤال الله وطلبه، ولكنها قد ضُمِّنَت معنى (تلجؤون) فصح تعديتها بـ (إلى). والله أعلم.
() البيت لبشامة بن حزن النهشلي. وهو في البحر المحيط (٤/ ١٢٩)، الدر المصون (١/ ٤٦٨).

1 / 238