233

Al-'Adhb an-Nameer min Majalis ash-Shanqeeti fi at-Tafseer

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

Editor

خالد بن عثمان السبت

Editorial

دار عطاءات العلم (الرياض)

Número de edición

الخامسة

Año de publicación

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Ubicación del editor

دار ابن حزم (بيروت)

Géneros

النبيِّ ﷺ (^١)،
فنحن معاشرَ المؤمنين، إذا نَزَلَتْ بنا البلايا، كأن يهيجَ علينا البحرُ في سفينةٍ، أو تقعَ أمورٌ لا يقدرُ على دَفْعِهَا إلا اللَّهُ، فاقتداءً بنبينا، وعملًا بكتابِنا، وتوحيدًا لِرَبِّنَا، نُعْطِي اللَّهَ حَقَّهُ الخالصَ، ولا نفعلُ كما يفعلُ الكفارُ؛ لأن اللَّهَ عابَ الكفارَ؛ لأنهم وقتَ الشدائدِ يُخْلِصُونَ العبادةَ لِمَنْ خَلَقَهُمْ، وفي وقتِ الرخاءِ يرجعون لِشِرْكِهِمْ؛ ولذا قال جل وعلا: ﴿قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ﴾ [الأنعام: آية ٤٠] هذه الكلمةُ المشهورُ فيها عندَ علماءِ العربيةِ (^٢) وعلماءِ التفسيرِ: أنها كلمةٌ أَطْلَقَتْهَا العربُ بهذه (التاء) مفتوحةً، سواء كان الْمُخَاطَبُ ذَكَرًا أو أُنْثَى، أو جماعةً أو اثنين، إلا أن (الكافَ) بعدَها حرفُ خطابٍ يَتَلَوَّنُ بِتَلَوُّنِ الْمُخَاطَبِينَ، ككافِ الخطابِ في الإشارةِ في (ذلكم)، و(ذلك) و(ذلكن)، ومعناها عندَ الجمهورِ: أَخْبِرْنِي. والتحقيقُ: أن الكافَ فيها لا محلَّ له من الإعرابِ؛ لأنه حرفُ خطابٍ؛ وأنها كلمةٌ وَضَعَتْهَا العربُ بمعنى: أَخْبِرْنِي.
﴿أَرَأَيْتَكُمْ﴾ أَخْبِرُونِي، أَخْبِرُونِي أيها الكفارُ الذين تَعدِلُونَ بِاللَّهِ غيرَه، وتصرفونَ حقوقَه لغيرِه، وتدعون معه غيرَه، أَخْبِرُونِي إن

(^١) أخرج قصة عكرمة ﵁ هذه: الحاكم (٣/ ٢٤١) وابن عساكر في تاريخه، انظر: (مختصر تاريخ دمشق) (١٧/ ١٣٤، ١٣٥، ١٣٧، ١٣٨) وأوردها الحافظ في الإصابة (٢/ ٤٩٧) وعزاها للدارقطني، والحاكم، وابن مردويه. والذي في سنن الدارقطني (٤/ ١٦٧ - ١٦٨) طرف الخبر في أمر النبي ﷺ حينما فتح مكة - بقتل أربعة، ثم قال الدارقطني: «وذكر باقي الحديث» اهـ ..
(^٢) انظر: ابن جرير (١١/ ٣٥١)، القرطبي (٦/ ٤٢٣)، البحر المحيط (٤/ ١٢٤ - ١٢٨)، الدر المصون (٤/ ٦١٥ - ٦٢٢).

1 / 237