============================================================
نثرت على حدق الحدائق لؤلؤا
من دمعها ، نظمته بعد نثار
روض أريض كللت أوراقه
غصونه درا من الأمطار
وكانما قوق الزبرجد أعين
مخلوقة من فضة ونضار
وكأنما زهر البنفسج يانعا
قرص يروق بزرقة الآثار
وكأن أنواع الشقيق مطارد
بذرى طوال من قنى وقصارا
والعود من مهج الندامى طالب
ثارا بمنطق ألسن الأوتار
والشدو من فم كل شاد محسن
يحدى إلى الأسماع بالمزمار
فذر استماع العذل فيها واغتنم
بالشرب طيب الوقت فى آذار
واطرب على النايات فى ترجيمها
وعلى مثانى العود والأزيار
فالمرء منتقل كظل سحابة
ينجاب منقشعا بغير قرار
تعفو الديار إذا مضى سكانها
والناس فى الدنيا نفوس ديار
كم بلغت نفسى المراد سعادتي
فقضيت من محبوبها أوطارى
قل، واغتبق فرحا ، وجشر، واصطبح
مع كل ذى كرم كريم نجار
مابين زهر كالدمى ، فى راجهم
راح، وزهر يانع وثمار
خمر ثوى فى الشمس حينا دنها
قبل الثواء بحانة الخمار
من عهد كسرى أودعت محفوظة
تحسى مزنرة بلا زنار
لبست قميصا من تضرج لونها
ومن الحباب تقنعت بخمار
حتى إذا شربت رأيت بكأسها
من سؤر شاربها شبيه سوار
فلطالما زرت المنام مچشرا
والعترفان يصيح فى الأشجار
وكأن ديباجا عليه ملونا
أؤ نور روض مشرق الأنوار
وكأنما المرجان قبل جلائه
مرخى بلحيته عن المنقار
Página 87