وقال أيضا : [الطويل]
تذكرت والاشتواق بعض التذكر
مرابع عين بين حمص وشيزر
يمر بها الجيش العرمرم في الدجى
خفيا مرور الخائف المتحذر
فليس يسير الجيش غير معزر
بها ويسير السفر غير مخفر
يمرون بالقتلى مدمى وحالبا
ببابل أمثال الهدي المعقر
كأنهم صرعى مدام عليهم
ثياب الحداد والملاء المعصفر
يقولون : فى مصر لمن أمها الغنى
فمالى أرى سيرى إلى مصر مفقرى؟
بلى ، مسكن الحمى بمصر ولم تكن
ساكنها من قبل إلا بخيبر
ساصبر فيما نالنى من كريهة
ومن لا يجد بدا من الصبر يصبر
وأقنع من هذا الزمان ببلغة
تترجم عن خلق كريم وعنصر
فلا تاركا أمرا إذا كان مقبلا
ولا آخذا منه بأذيال مدبر
ولو جاز أن يعدو إلى رق معذر
لرد عليك الحرص ما لم تقدر
وأرجو أبا عيد الإله فأختمى
بانجد ، من صرف الزمان وأخطر
يتابع أعقاب الخطوب كأنه
سنا الفجر فى أعقاب ليل مشمر
وأهدى له حالى فيشكو لسانها
الى جوده شكوى جميل بن معمر
الى واد حران ، وشمس جلية
برود ، وغيث فى المصيف كنهور
وإنى لعريان التجمل غير ما
تلفعت من نسج القريض المحر
وغير صبابات نهى فيضها النهى
فكانت غديرا من سحاب ابن جغفر
تنمرت الايام لي فكانما
اتتنى بمجر فى الحديد مكقر
تضايقت الخرصان فيه فلو مشت
عليها بنات الفيح لم تتغير
Página 76