============================================================
إن سرك اليوم فى أمر فإن غدا
كحامل ليس يدرى الناس ما تلد
خذ بالفراق فما أسلاك عن وطن
إلا العزائم والعيرانة الأجد
فما يقيم بدار لا وفاء لها
ولا كرامة إلا العير والوتد
اليس في الناس ممن خاننى عوض
والأرض واسعة إن ضاق بى بلد؟
فكيف آسى على خل تغير لى
والناس كالرمل لا يحصى لهم عدد؟
ما ذمنى قط فتيان صحبعهم
ولا اشتكى خلقى من معشرى أحد
ولا وجدت بجيران أفارقهم
إلا وقد وجدونى قوق ما أجد
يا رب يوم وصلناه بليلته
والناس يحدو بها ذوغية عرد
بليلة كسواد العين ناظرة
الى اللذاذة لم يعلق بها الرمد
ولا ح بذر الدجى نهيا وأنجمه
طيرا ترف حواليه ولا ترد
يعلو فيمحو ضياء من كواكبه
حتى ترى الجو ثلجا فوقه برد
صفت وأهدت لها الأيام رونقها
فالدر ينظم والدينار يتقد
والماء ينساب أيما فى زمردة
يجور فيها على حال ويقتصد
يزجى حجا فى فويق حوله حبب
كالبيض نظم فى حافاته الزرد
مدرجا كالشعور الجعد مرسلة
أو الحبيك الذى فى الجو يطرد
من جوشن فى حباب الماء صنعته
تنحل ازراره عنه وتنعقد
قد أذمبت بشعاع البدر صفحته
وفضضت بلجين صاغه الزبد
ابقى الزمان على لباته عدة
وإنما يتجز الأحرار ما وعدوا
طال ارتكاضى إلى ما لشت أذركه
وكيف تدرك شأوا ماله أمد؟
يشقى الكريم إذا كاتت مآربه
يقعن من دهره فوق الذى يجد
Página 75