/ لمما كان وسط نهار هذا اليوم نزلت طائفة من جوارى القصر ، ومعها طائفة من الخدم ، إلى دار الجوهر ودار الصرف ودار الأنماط ، فابتاعوا من جميعها رحلا ، وعادوا إلى القاهرة المحروسة.
وفى يوم الثلاثاء لعشر بقين منه ، ضرب الشريف أبو طالب العجمى صباحب الصناعة ، ابن أبى الرداد قياس الماء بالعصى ، وأمر به فلطم حتى سقط ، وحمل الى داره بعد أن اعتقله فى مقياس الماء بالجزيرة ، وكان سبب ذلك أن القائد معضاد حضر الجزيرة ينظر البناء الذى تولاء صاحب الصناعة في المقياس فقال له ابن أبى الرداد : يامولاى ، هذا الرجل - يعنى الشريف - يسخر الضعفاء والمساكين ولايدفع إليهم أجرة . فقال له الشريف : أسكت يامسلماني ياسفلة ، والله ما يجب أن يلزم بناء هذا المقياس من ماله سواك . فقال : أعوذ بالله يامسلم ابن مسلم ولكن أنت أولى بهذا القول منى لأنك عجمى دعى . فلما انصرف معضاد قام الشريف إلى ابن أبى الرداد فوثب به ، وأمر الأعوان / بالبطش به وبمده بين يديه ، وضرب بالعصى، فضربه ثلاقين عصا واعتقله .
Página 59