============================================================
عقوهما فقالا للحمالين : هو رجل ترييته عندنا فنادوا عليه تداء الرجال واكتموا الحال وهذه أربعة دنانير لكم فسر الحمالون بذلك، فلما عادوا إلى صاحب الدكان عرفوه بما جرى وقاسموه الدنانير، فخافت نفسه وعلم إنها قضية لاتخفى، فمضى بهم إلى الوالى وشرح له القضية فأودعهم فى الاعتقال وأخذ الذهب منهم وكتب مطالعة بالحال ، فمن أول ماسمع القائد أبو عبد الله بن فاتك ، الذى قيل له بعد ذلك المأمون، بالقضية ، وكان مدئر الأمور فى الأيام الأفضلية ، قال هو بركات المطلوب وأمر بأحضار الاستاذين والكشف عن القضية وإحضار الحمالين والكشف عن القبر يحضورهم، فإذا تحققوه أمرهم بلغنه فمن أجاب إلى ذلك منهم أطلقوه ومن أى أحضروه فحققوا معرفته، فمنهم من بصق فى وجهه وتبرأ منه ، ومنهم من هم بتقبيله ولم يتبرأ منه، فجلس الأفضل واستدعى الوالى والسياف واستدعى من كان تحت الحوطة من أصحابه فكل من تبرأ منه ولعته أطلق سبيله ، وبقى من الجماعة ممن لم يتبرأ منه خمسة نفر وصبى لم ييلغ الخلم فأمر بضرب رقابهم ، وطلب الأستاذين قلم يقدر عليهما وقال للصبى من لفظه تيرا منه وأنعم عليك وأطلق سبيلك فقال له : الله يطالبك إن م تلحقتى بهم فإنى مشاهد ماهم فيه وأحذ بسيفه على الأفضل، قأمر بضرب عنقه فلما توفى الأفضل أمر الخليفة الآمر بأحكام الله وزيره المأمون بن البطائحى باتخاذ دار العلم وفتحها على الأوضاع الشرعية، ثم عاد حميد القصار المثثى بذكره وظهر وسكن مصر يدق الثياب بها ويطلع إلى دار العلم ، وأفسد عقل أستاذ وخياط وجماعة وادعى الريويية ، فحضر الداعى ابن عبد الحقيق إلى الوزير المأمون وعرفه بأن هذا تعرف بطرف من علم الكلام على مذهب أبى الحسن الأشعرى ثم السلخ عن الإسلام وسلك طريق الحلاج فى التمويه فاستهوى من ضعف عقله وقلت بصيرته ، فإن الحلاج فى أول أمره كان يدعى أنه داعية المهدى ثم ادعى إنه المهدى ثم ادعى الإلهية وأن الجن تخدمه وأنه أحيا عدة من الطيور.
وكان هذا القصيار شيعى الدين وجرت له أمور فى الأيام الأفضلية ونفى دفعة واعتقل أخرى ، ثم قرب بعد ذلك ثم حضر وصار يواصل طلوع الجبل واستصحب من استهواه من آصحابه فإذا أبعد قال لبعضهم ، بعد أن يصلى ركعتين، نطلب شيعا تأ كله أصحابنا فيمضى ولا يلبث دون آن يعود ومعه ماكان أعده مع بعض خاصته الذين يطلعون على باطنه، فكانوا يها بونه ويعظمونه حتى إنهم يخافون الاثم فى تأمل صورته فلا ينفكون مطرقين بين يديه . وكان قصيرا دميم الخلقة وادعى مع ذلك الربوبية .
Página 65