وقد نقل الأصفهاني صاحب مقاتل الطالبيين روايات عدة تفيد بأن المأمون ألزم الإمام بقبول ولاية العهد بعد التهديد له، كما يلاحظ أن بيعة الإمام علي بن موسى الرضا بولاية العهد من قبل المأمون قد جاءت بعد الأحداث والانتفاضات التي قام بها الإمامان محمد بن إبراهيم (119ه) ومحمد بن محمد بن زيد (202ه) وقتل فيها من جنود العباسية أكثر من مائتي ألف قتيل، وكذا قلق المأمون البالغ من تحرك الإمام القاسم الرسي بن إبراهيم السابق ذكره، والتي بدأت منذ وفاة أخيه الإمام محمد بن إبراهيم الأمر الذي دفع بالمأمون إلى عقد ولاية العهد للإمام علي بن موسى الرضا كمحاولة لامتصاص غضب المعارضة من العامة والخاصة، وإن شخصية الإمام علي الرضا كانت محل إجماع لعلمه ووجاهته وفضله وكماله، وكذا تزويجه للإمام بابنته (أم حبيب) ثم التخلص منه بالسم عام (203ه) ولما مات أظهر عليه جزعا عظيما، وقبره إلى جانب والده (هارون) بمدينة طوس المعروفة حاليا بمدينة (مشهد)(1) نسبة إلى مشهد الإمام علي الرضا، وجهل الناس عن قبر هارون منذ ذلك التاريخ.
17- الإمام محمد بن القاسم بن علي بن عمر الأشرف (الطالقاني)
- وفاته حوالي (232ه) بعد خروجه من السجن في عام 229ه (2).
هو الإمام العالم العابد، الفاضل الزكي الزاهد، أبو جعفر محمد بن القاسم بن علي بن عمر الأشرف بن علي زين العابدين بن الإمام السبط الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب عليهم السلام.
Página 45