إِنَّمَا أَوْلَيَائِي الْمُتَّقُون١. ثُمَّ يَصْطَلِحُ النّاسُ علَى رَجُلٍ كَوَرَكٍ عَلَى ضِلْعٍ٢. ثُمَّ فِتْنَةُالدُّهْيَمَاءِ،٣ لا تَدَعُ أَحدًا مِن هِذِهِ الأمّةِ إلاّ لَطَمَتْهُ لَطْمَةً٤، فَإِذَا قِيلَ: انْقَضَتْ تَمَادَتْ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فيهَا مُؤْمِنًا، وَيُمْسِي كاَفرًا،
_________
١ "وإنّما أوليائي المتقون" فيه أن الاعتبار كل الاعتبار للمتقي. وإن بعد عن الرّسول – ﷺ – في النّسب. وأنّه لا اعتبار للفاسق والفتّان عند رسول الله ﷺ – وإن قرب في النسب.
٢ "كورك على ضلع"، ورك بفتح وكسر، وهو ما فوق الفخذ. وضلع بكسر ففتح واحد الضلوع، أو الأضلاع.
قال الخطابي: هو مثل. ومعناه: الأمر الذي لا يثبت ولا يستقيم. وذلك أن الضّلع لا يقوم بالورك. وبالجملة: يريد أن هذا الرجل غير خليق للملك، ولا مستقل به.
وفي النهاية: أي يصطلحون على أمر واه، لا نظام له ولا استقامة؛ لأن الورك لا يستقيم على الضّلع، ولا يتركب عليه؛ لاختلاف ما بينهما وبعده.
٣ "فتنة الدهماء"، بضم ففتح، والدهماء. السوداء. والتصغير للذّم. أي: الفتنة العظماء والطّامة العمياء.
وفي النهاية: تصغير الدهماء: يريد الفتنة المظلمة. والتصغير للتعظيم.
٤ "إلاّ لطمته لطمة"، أصل اللطم: الضرب على الوجه ببطن الكف. والمراد: أن أثر تلك الفتنة يعمّ الناس، ويصل لكل أحد من ضررها.
1 / 77