تساءل كرم بجدية لأول مرة: ماذا تعني؟ - سترى نفسك كما سنرى أنفسنا؛ كل شيء ... كل شيء، ألا تريد أن تفهم؟ - حتى السجن؟ - حتى السجن، وموت تحية، ولكنها تدلنا على من وشى بنا إلى الشرطة، كما تثبت لنا أن تحية قتلت ولم تمت! - ما هذا السخف؟ - إنه عباس أو من حل محله في المسرحية من يفعل ذلك.
تساءلت حليمة بحدة: ماذا تعني يا عدو عباس؟ - إني أحد ضحاياه، أنتما ضحيتان أيضا.
فتساءل كرم: أليست مسرحية؟ - إنها لا تدع مجالا للشك فيمن وشى بكما، ولا فيمن قتل ... - كلام فارغ ...
وقالت حليمة: عنده تفسير ولا شك! - اسألاه ... شاهدا المسرحية عند عرضها. - مجنون ... لقد أعماك الحقد! - بل الجريمة! - ما أنت إلا مجرم، وما هي إلا مسرحية ... - إنها الحقيقة ... - حاقد مجنون ... ابني عبيط، ولكنه ليس خائنا ولا قاتلا ... - هو خائن وقاتل، وليس عبيطا ... - هذا ما تتمناه. - يجب تسليم قاتل تحية إلى العدالة. - إنه الحقد القديم ... هل أكرمت تحية حينما كانت بيدك؟ - كنت أحبها، وكفى! - حب البرمجية ...
صحت بغضب: إني خير من زوجك، وخير من ابنك.
فسألني كرم بجفاء ومقت: ماذا تريد؟
فقلت ساخرا: أريد لبا بقرش.
فهتف بي: رح في داهية! •••
رجعت أخوض في أمواج الأطفال والنساء. توكد لدي أن عباس لم يشر إلى موضوع مسرحيته لوالديه، مما يشهد على تجريمه، لكن، لم يفشي سرا خطيرا لم يشك فيه أحد؟ أهي اللهفة على النجاح بأي ثمن؟ أيلقى جزاءه شهرة بدلا من المشنقة؟ ••• - طارق ... ماذا أقول؟ ... القسمة والنصيب! •••
عند ناصية شارع الجيش، التفت صوب العمارة، ثم ملت نحو العتبة. بمرور الأعوام، الشارع يضيق ويجن ويصاب بالجدري. نلت جزاءك يا تحية؛ من الإنصاف أن يقتلك من هجرتني من أجله. سيستفحل الزحام، حتى يأكل الناس بعضهم بعضا. لولا أم هاني، لتشردت في الطرقات. المشنقة هي قمة المجد يا عباس، لا ميزة لك إلا الفحولة، هزيمتها لا تنسى. ما معنى أن تعيش ممثلا من الدرجة الثالثة؟ في الأيام الحلوة، نما الحب وراء الكواليس، فقهت الغريزة الحية لغة الفحولة الخفية. نلت أول قبلة والموت يزحف على راسبوتين. - تحية ... إنك تستحقين أن تكوني نجمة لا ممثلة ثانوية كحالي. - حقا؟! ... إنك تبالغ يا أستاذ طارق. - بل شهادة خبير ... - أم عين الرضا؟ - حتى الحب لا يؤثر في حكمي! - الحب؟!
Página desconocida