فهتفت: لا يهمك أمره، لا يهمك إلا نفسك. - قضي علي بأن أخرج من سجن إلى سجن.
فقالت بحنق: أما أنا فإني أعيش في زنزانة !
ومن شدة القهر نشجت باكية، فتضاعف حنقي عليها، وتساءلت في غرابة: كيف أحببتها ذات يوم؟ •••
البوفيه الأحمر، جدرانه وسقفه مطلية بحمرة قاتمة، كذلك أغطية مناضده وبساطه السميك. اتخذت مجلسي أمام طاولة الساقي عم أحمد برجل، على كرسي جلدي طويل إلى جانب أنثى لم أتبينها. قدم لي كالعادة سندوتش فول وفنجان شاي. وبالتفاتة لا بد منها، بهرني شباب ذو جمال رائق. أدركت أنها مثلي موظفة في المسرح؛ ففي الساعة الثامنة لا يتواجد أحد من الخارج. سمعت عم أحمد يسألها: هل من جديد عن الشقة يا آنسة حليمة؟
فأجابت بصوت دسم: البحث عن الذهب أسهل.
واندفعت متأثرا بانبهاري: هل تبحثين عن شقة؟
فأحنت رأسها بالإيجاب، وهي تزدرد رشفة شاي، فقال عم أحمد يعارف بيننا: السيد كرم يونس ملقن الفرقة. آنسة حليمة الكبش قاطعة التذاكر الجديدة.
فسألت بجرأة لا تنقصني: من أجل زواج؟
فأجاب عم أحمد عنها: إنها تقيم مع خالتها في شقة صغيرة مكتظة، وتحلم بشقة صغيرة خاصة، ولكن هناك عقبة الإيجار، وعقبة خلو الرجل.
وقلت بلا تريث: عندي بيت.
Página desconocida