281

Los Opuestos

الأضداد

Editor

محمد أبو الفضل إبراهيم

Editorial

المكتبة العصرية

Ubicación del editor

بيروت - لبنان

Géneros

Literatura
إِنَّك سترى إِلى جانبه رجلًا، فقل له: إِنَّ أمير المؤمنين يقول لك: قد شككت في قولك:
فإِنْ يَكُ حُبُّهُمْ رُشْدًا أُصِبْهُ ... ولَيْسَ بمُخْطِئٍ إِنْ كانَ غَيَّا
فقال لأَبي الأَسود ما قاله معاوية. فقال: قل له: لا علمَ لك بالعربيَّة، قال الله ﷿: وإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ في ضَلالٍ مُبين، أَفترى ربَّنا شَكَّ! فسكت معاوية لمَّا بلغه احتجاجُ أَبي الأَسود.
وقالَ الفَرَّاءُ وغيره: معنى الآية أَنَّ المؤمنين أَدخلوا أَو في كلامهم وهم لا يشكُّون فيما هم عليه من الهدى، على جهة الترفُّق بالمشركين، والاستمالة لهم إِلى طاعة الله؛ كما يقول الرَّجُل للرَّجُل إِذا كذب: قل إِن شاءَ الله؛ وربما قال له أَحد: يا
كاذب، فمعناه كذبت، لا أَنَّهُ حسن اللَّفظ.
وتكون أَو بمَعْنَى التخيير، كقولك للرَّجل: جالس الفقهاء أَو النحويين، فمعناه: إِن جالست الفقهاء أَصبتَ، وإِن جالستَ النحويين أَحسنت، وإِن جالست الفريقين فأَنت مصيبٌ أَيْضًا. وتكون أَو بمَعْنَى بل، كقوله جلّ وعزّ: إِلى مائةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُون، معناه بل

1 / 281