Libro sobre la conducta del médico
كتاب أدب الطبيب
Géneros
قال: وأخبرنى يوحنا بن ماسويه أن إسرائيل الكبير المعروف بأبى قريش كان صيدلانيا، يجلس على باب قصر الخليفة، وكان دينا صالحا فى نفسه، وأن الخيزران، جارية المهدى، وجهت بمائها، مع جارية لها، إلى طبيب. فخرجت الجارية من القصر، فأرت إسرائيل الماء. فقال لها: هذا ماء امرأة حبلى بغلام. فرجعت جارية الخيزران بالبشارة، فقالت لها: ارجعى إليه، واستقصى المسألة عليه! فرجعت. فقال لها: ما قلت حق. ولكن لى عليك البشرى! قالت: كم تريد من البشرى؟ فقال لها:جام فالوذج وخلعة سرية! فقالت له: إن كان هذا حقا، فقد سقت إلى نفسك خير الدنيا، ونعيمها! وانصرفت . فلما كان بعد أربعين يوما، أحست الخيزران بالحبل، فوجهت إليه ببدرة دراهم، وكتمت الخبر عن المهدى. فلما مضت الأيام، ولدت موسى، أخا هارون الرشيد. فعند ذلك أعلمت المهدى، وقالت له: إن طبيبا على الباب، أخبرنى بهذا منذ تسعة أشهر! وبلغ الخبر جورجس بن جبريل، فقال: كذب ومخرقة! فغضبت له الخيزران، وأمرت، فاتخذ له بين يديها، وهى قائمة مشدودة الوسط، مائة خوان فالوذج، ووجهت بذلك إليه، مع مائة ثوب، وفرس بسرجه، ولجامه.
وما مضى بعد ذلك إلا قليل، حتى حبلت بأخيه هارون الرشيد. فقال جورجس للمهدى: جرب أنت هذا الطبيب! فوجه إليه بالماء. فلما نظر إليه، قال: هذا ماء ابنتى أم موسى، وهى حبلى بغلام آخر. فرجعت الرسالة بذلك إلى المهدى، وأثبت اليوم عنده. فلما مضت الأيام، ولدت هارون. فوجه المهدى إلى إسرائيل، فأحضره، واقيم بين يديه. فلم يزل يطرح عليه الخلع، وبدر الدنانير والدراهم، حتى علت على رأسه، وصير هارون وموسى فى حجره، وكناه أبا قريش، أى: أبا العرب. فقال لجورجس: هذا شئ أنا بنفسى جربته. فصار أبو قريش نظير جورجس بن جبريل، بل أكثر منه، حتى تقدمه فى المرتبة. وتوفى المهدى، واستخلف هارون الرشيد، وتوفى جورجس وصار جبريل ابنه تبع أبى قريش فى خدمة الرشيد، وخلف اثنين وعشرين ألف دينار، مع نعمة سنية.
Página 129