((إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد)).
وكان يقول: لقد كانت فاكهة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم التي يستظرفونها خبز البر، فما بالكم عباد الله تستفرهون المراكب، وتستلينون الملابس، وتلونون الأطبخة؟! ثم يقول: ويحكم! أما تستحون من طول ما لا تستحيون؟! ألا تكونون كما كان سلفكم الصالح؟!
وكان يقول: من نافسك في دينك، فنافسه، ومن نافسك في دنياك، فألقها في نحره.
وكان يقول: أيها الناس! أدركت أقواما، وصحبت طوائف، ما كانوا يفرحون بشيء من الدنيا أقبل، ولا يحزنون على شيء منها أدبر، ولهي عندهم أهون من التراب الذي تطؤونه بأرجلكم.
كان أحدهم يعيش دهره لم يجدد له ثوب، ولا نصب له قدر على نار، ولا يجعل بينه وبين الأرض ستر، كانوا يخافون يوما تشخص فيه الأبصار، وتعمى القلوب.
وكان يقول: ابن آدم! لا تعلق قلبك بشيء من الدنيا، تعلقها شر تعلق، اقطع عنك حبائلها، وأغلق دونك أبوابها.
Página 68