Literatura Infantil: Una Introducción Muy Corta
أدب الأطفال: مقدمة قصيرة جدا
Géneros
لقد نشأ أدب الأطفال الديني في القرن السابع عشر على خلفية مجتمع يتغير ببطء ويشيع فيه الموت بين الأطفال. فكانت معظم الكتابات التي تدور حول المستقبل لا تهتم بالشكل الذي سيصبح عليه عالمنا هذا، وإنما بالشكل الذي قد تكون عليه الحياة في العالم الآخر. وكانت فكرة الموت مفهومة في سياق مسيحي؛ مما يعني أن الموت في فترة الطفولة كان يرى على أنه إيجابي وتحريري بطرق قد تبدو غريبة بالنسبة لمفاهيم القرن الحادي والعشرين. وكان الموت المبكر يعني أن الطفل قد مات قبل أن تتاح له فرص ارتكاب خطايا خطيرة أو متكررة، وهكذا كان من المعتقد أن مصيره على الأرجح سيكون الجنة. وكانت فرش الموت النموذجية تصور أطفالا صالحين يتصرفون بجلد فيكون جزاؤهم رؤية لمحة من المستقبل في شكل رؤية للمسيح أو أحد الأقارب المحبوبين يكون قد توفي من قبلهم، مما يعزز الاعتقاد في الحياة الآخرة، ويغذي الأمل في الالتقاء مستقبلا بهؤلاء الذين رحلوا عنهم.
شكل 5-1: كتاب «دليل للأطفال» لجيمس جانواي (1671-1672). يشير هذا الرسم الموجود في صدر الكتاب إلى أن الأطفال الذين يدرسون كتبا كالتي يؤلفها جانواي سيحصلون على مكافأتهم بمكان في الجنة.
1
يمكن رؤية شيوع هذا التقليد وصموده في ثلاثة أمثلة نموذجية، ولنبدأ بجزء مقتطف من كتاب جيمس جانواي، «دليل للأطفال» (1671-1672)؛ فأول موت نموذجي يصفه جانواي في الرواية هو موت سارة هولي التي - بعد أن اكتشفت وجود الإله وهي في حوالي الثامنة من عمرها - قضت معظم حياتها القصيرة تتعبد، وفي اللحظات الأخيرة من حياتها، ترى يسوع وتردد قائلة: «إنه رائع الجمال، إنه رائع الجمال، إنه رائع الجمال!» وتلفظ الفتاة أنفاسها الأخيرة ما إن تقر مباهج الجنة قائلة: «يا إلهي! كم أنا سعيدة بأنني ذاهبة إلى النعيم الأبدي! إنني لن أعود مرة أخرى لهذا الكون» (الفقرة 7). وبالمثل، يشار إلى موت الصغيرة إيفا في رواية «كوخ العم توم» (1852) حين «ترتسم على وجهها ابتسامة مشرقة ومتألقة، وتقول في صوت متقطع: «أوه! الحب، السعادة، السكينة!»
وفي حين أن موت إيفا السعيد كان متوقعا، فإن موت همفري دنكومب الصغير في قصة فلورنس مونتجمري بعنوان «سوء الفهم» (1869) يأتي بشكل مفاجئ؛ وذلك لأنه - على عكس الأطفال الآخرين الذين يموتون بالشكل اللائق في روايات الأطفال حتى ذلك الحين - لم يكن واهنا أو متدينا، ولم تكن هناك أي إشارات واضحة على أنه سيموت صغيرا. فيظن والد همفري الذي فقد زوجته مؤخرا أن ابنه غير مبال بوفاة والدته، في حين أن القارئ يعرف أن عمق مشاعر الطفل يفوق قدرته على التعبير، وهذا هو سوء الفهم الذي يشير إليه العنوان. وحين يصاب همفري إصابة قاتلة وهو ينقذ أخاه الأصغر من الغرق، تتبدى طبيعته النبيلة لوالده. وللتأكيد على طبيعة همفري الخيرة، يستخدم مونتجمري كافة تقاليد الميتات الصالحة، وهكذا يحظى همفري أثناء احتضاره برؤية والدته وهي في انتظاره لاصطحابه إلى الجنة.
بالنسبة للأطفال الثلاثة، فإن حقيقة أنهم صغار وأبرياء تعني أن المستقبل قد قدم تقديما إيجابيا تماما. فالجنة هي المكان الذي نلقى فيه الله ويجتمع شملنا بمن نحبهم، حيث تتوقف المشكلات والمعاناة، ونستعيد عافيتنا. أما المستقبل المتوقع للأطفال سيئي الطباع، فبالطبع مختلف تماما، وكما هو موضح في
الفصل الأول ، هناك العديد من الأعمال التي تحذر مثل هؤلاء الأطفال من العذاب المقيم الذي ينتظرهم.
ومع اتجاه المجتمع إلى العلمانية بدرجة أكبر، وانحصار ظاهرة الموت بين الأطفال، بات تصوير ميتات الأطفال الجميلة والسيئة أقل شيوعا. وفي ذلك الوقت، أدى تكرار تصوير لحظات موت الأطفال بنبرتها المفرطة في العاطفية إلى جعلها موضوعا للسخرية في أعمال مشهورة مثل كتاب «بيتر الأشعث» (1845، وترجمت للإنجليزية في عام 1848) للكاتب الألماني هينريش هوفمان، وفي بعض الشعر التحذيري للكاتب هيلاري بيلوك (1907). ويدل هذا التحول في النبرة إلى حقيقة أن المستقبل يزداد ارتباطا بأحداث تقع في عالمنا هذا، وأن مسئولية تحقيق النجاح المستقبلي تقع على عاتق الأفراد والعائلات والأمم وليس الإله. وعلى الرغم من استمرار جزء من النبرة المسيحية في الكتابات الموجهة للأطفال في القرن العشرين، فإنه مع توجه المجتمع إلى العلمانية بصورة أكبر، تراجعت تلك النبرة حتى اختفت بالكامل تقريبا في وقتنا هذا. ويمكن رؤية تأثير هذا التحول في العلاقة بين الموت والمستقبل بوضوح في عملين حديثين.
تجسد رواية جيني دونهام «قبل أن أموت» (2007)، منهج القرن الحادي والعشرين لموضوع الموت في الطفولة. كما هو الحال في «دليل للأطفال» و«كوخ العم توم»، يعرف القراء أن المراهقة تيسا - الشخصية المحورية في رواية دونهام - سوف تموت بمرض السرطان. فتعتزم تيسا خوض أكبر عدد ممكن لها من التجارب - قانونية أو غير قانونية، صحية أو غير صحية، نبيلة كانت أو أنانية - في الوقت المتبقي لها وهي على قيد الحياة. ولكن حتما ينتصر المرض، وكما هو الحال في رواية «سوء فهم»، تتابع الصفحات الأخيرة من الرواية أحداث موتها. ولكن وجه التشابه ينتهي هنا، حيث إنه في حين يرى همفري لمحة من المستقبل ويتيقن من أنه سيعيش حياة الخلود بصحبة المسيح ووالدته، ليس هناك أي مواساة دينية لأي من شخصيات دونهام؛ فقد كانت أفكار تيسا الأخيرة عشوائية. ونجد أنها تركز على جمال آخر المشاهد التي تراها والأصوات التي تسمعها في هذا العالم؛ ليست هناك لمحات عن المستقبل المحتمل. يعتبر مشهد موت تيسا النسخة العلمانية للميتة الحسنة؛ فهي صغيرة، ولكنها عاشت حياة زاخرة، وتبادلت مشاعر الحب، ثم الآن يصيبها المرض وتستعد للموت. إن الرسالة الواضحة التي تحملها رواية «قبل أن أموت» هي أن المستقبل في هذا العالم. والأمر ذاته ينطبق على رواية «المطارد» (2005)، للكاتب ألكسندر شيرر.
شكل : رواية هينريش هوفمان «بيتر الأشعث» (1845). إن مصير هارييت التي تلعب بأعواد الثقاب مختلف تماما في النبرة والمعنى عن الموت التراجيدي لأوجستا نوبل في سلسلة «تاريخ عائلة فيرتشايلد» (1818) للسيدة ماري مارثا شيروود. فأوجستا تعاقب على غرورها بالموت محترقة حين أمسكت بشمعة للنظر إلى نفسها في المرآة.
Página desconocida