Literatura Infantil: Una Introducción Muy Corta
أدب الأطفال: مقدمة قصيرة جدا
Géneros
يمكن قول الشيء نفسه عن بعض النصوص الأدبية الأولى التي شكلت بوعي بعض القصص عن مشكلات الأطفال النفسية ومشكلات التطور. ومن بين الأمثلة الرئيسية على ذلك قصة كاثرين ستور «أحلام ماريان» (1958)، وقصة موريس سينداك «أينما توجد الأشياء البرية» (1963)، وقصة نيل جايمان، «كورالاين» (2002). ومن المثير للاهتمام أنه في كل من هذه القصص يدخل أبطال القصة عالم الأحلام/العوالم الثانوية؛ حيث يواجهون الشخصيات والسيناريوهات المخيفة المستقاة من المشكلات التي يواجهونها في حياتهم اليومية ويتغلبون عليها. وتمثل أهمية استحضار مخاوف الأطفال في القصص الخيالية التي يقرءونها وبعث الطمأنينة في أنفسهم بأنهم سوف يتغلبون عليها محور إحدى أهم الدراسات حول علاقة الأطفال بالقراءة؛ ألا وهي دراسة برونو بتلهايم التي تحمل عنوان «استخدامات السحر: معنى القصص الخرافية وأهميتها» (1978).
وقد تبع بتلهايم خطوات فرويد عن كثب؛ حيث ركزت تحليلاته عن القصص الخرافية الشهيرة على الرمزية والدور الرئيسي الذي تلعبه الدراما الأوديبية في تطورهم النفسي- الجنسي. ورغم أن دراسته قد لاقت نقدا بسبب تطبيقها المختزل لنظرية فرويد، وكذلك فشلها في الانتباه إلى السياق التاريخي أو تاريخ القصص الفردية التي حللها، فإن قوله بأن الأطفال بحاجة إلى قصص تظهر لهم مخاوفهم - من بينها المخاوف من أن تتملكهم مشاعر العدائية والرغبة القوية التي تستعر بداخلهم - كان له تأثير كبير على من يدرسون أدب الأطفال ومن يؤلفونه.
لقد تغلغلت أفكار فرويد عبر الثقافة؛ وعلى النقيض، فإن أفكار زميله وصديقه كارل يونج في بعض الأحيان أقل انتشارا. ومع ذلك، فمن المزعوم أن لتلك الأفكار تأثيرا أكبر على كتابة أدب الأطفال ونقده؛ ولا سيما اعتقاد يونج بأن الأطفال يولدون وداخلهم إحساس بالكمال يفقدونه على مدار المرور بأشياء كثيرة على غرار تحديد النوع وتعلم اللغة والتحكم الجسدي والذاتية - جميع المعايير الرئيسية للتطور الاجتماعي. وتؤكد آراء يونج عن التطور الشخصي على الحاجة إلى الانفصال والفردية كجزء من عملية النضج، ولكنه يرى أن هذا جزء من السعي لاستعادة الكمال النفسي. وقد اعتمد الكثير من الكتاب - خاصة كتاب روايات الصغار الخيالية - بشكل أساسي على نماذج يونج الأساسية - الرموز التي كان يؤمن أن الوعي واللاوعي يتواصلان من خلالها - والفكرة بأن النفس السليمة توازن بين الجوانب الذكورية والأنثوية.
لن يكتمل أي نقاش حول هذا الموضوع دون ذكر كتاب جاكلين روز «قضية بيتر بان: أو استحالة القصص الخيالية للأطفال» (1984). يضرب عمل روز بجذوره في إعادة قراءة عمل فرويد الذي قدمه المحلل النفسي والطبيب النفسي الفرنسي جاك لاكان؛ حيث إنها تعتبر أدب الأطفال ذا أهمية كبيرة في بناء الهوية الشخصية؛ إذ إن الذات نتاج اللغة، واللغة هي وسيلة الخيال؛ ومن ثم، فإن الأطفال أثناء القراءة يتعلمون ويجربون اللغة ويبنون هوياتهم في الوقت ذاته. ولكن الجانب من عملها الذي كان له عظيم الأثر هو تأكيدها بأن جذور البنى الخيالية للطفولة ترجع إلى احتياجات الكبار ورغباتهم. وقد أدى هذا إلى تصوير الطفولة على أنها رمز لمجموعة من رغبات الكبار - الرغبة في البراءة والتماسك والتوازن النفسي - التي لا ترتبط ارتباطا وثيقا بالأطفال والطفولة. وقد حملت كل من كارن ليسنيك-أوبرشتاين (1994) وكارن كوتس (2004) راية الاهتمام بمنهج لاكان واللغة والذاتية من بعد روز.
المناهج اللغوية والسردية والأسلوبية
من بين أولى الدراسات التي حاولت تحليل أدب الأطفال على أساس خصائصه الأسلوبية دراسة «قواعد أدب الأطفال» (1986) لزوهار شافيت، والتي تلقي الضوء على كيف وأين يتواجد أدب الأطفال داخل ما تشير إليه على أنه النظام التعددي للأدب، أو الأنظمة المتداخلة والهرمية بشكل مختلف التي تنظم النصوص الأدبية على مستويات ثقافية وعالمية وتحدد شكلها. وقد تبنى آخرون بعض أفكار شافيت، ولكن قرارها بأن تستخدم أمثلة كنسية من تاريخ أدب الأطفال تسبب في مشكلات لتحليلها؛ إذ إن الكثير من النصوص الأدبية التي ناقشتها لم تكن موجهة في الأساس إلى الأطفال.
وفي كتاب «صوت الراوي: معضلة القصص الخيالية للأطفال» (1991)، قدمت باربرا وول أيضا نظرة تاريخية شاملة لمساعدتها على تحديد المعايير الأسلوبية التي يمكن من خلالها تمييز كتب الأطفال عن غيرها من الكتابات الأخرى. وقد كانت جميع النصوص الأدبية التي ناقشتها باربرا وول مكتوبة خصوصا من أجل الأطفال، وكانت تقصد بذلك القراء الذين تقل أعمارهم عن 12 عاما . وقد خلصت إلى أن أغلب الكتابات الأولى التي أدرجت في الدراسات التاريخية لقصص الأطفال الخيالية لم تكن في حقيقة الأمر تمت بأية صلة لأدب الأطفال؛ لأنها لم تكتب بطريقة صممت خصوصا لتروق الأطفال (انظر المناقشة عن المخاطبة الفردية والثنائية والمزدوجة في
الفصل الأول ). وطبقا لكتاب «صوت الراوي»، فإن أدب الأطفال ككيان أدبي مميز يمكن تحديده فقط عندما يطور الكاتب أساليب محددة لمخاطبة القراء من الأطفال؛ وهذا في حد ذاته يعتمد على وجود فهم متسق لماهية الطفل وكيف أن الأطفال يختلفون عن الكبار على المستويات الإدراكية والعاطفية والجسدية. وتخلص وول إلى أن أدب الأطفال - إلى جانب أنه يستقي صورة وفهما ناشئين للطفولة - يعزز ويساعد في رسم ملامح صورة الطفل الذي يخاطبه.
أما العمل الرئيسي التالي الذي يركز على اللغة والأسلوب - وهو كتاب «اللغة والأيديولوجية في القصص الخيالية للأطفال» (1992) لجون ستيفنز - فيطبق تقنيات تراوحت ما بين النقد السردي واللغوي (القصة وأحداثها، ووجهة النظر، وبؤرة الأحداث، وصوت الرواية، وختام القصة) جنبا إلى جنب مع عدد من المناهج النقدية لنصوص الأطفال في القرن العشرين. وقد توصل ستيفنز إلى استنتاجات واسعة النطاق، ولكن ربما يكون أكثرها تأثيرا هو إثباته أن الكتب التي يقرؤها الأطفال والشباب مؤثرة أيديولوجيا وتميل إلى مناصرة القيم الإنسانية المتحررة.
المناهج القائمة على الجنس والنوع
Página desconocida