Abu Shuhada Husayn Ibn Ali
أبو الشهداء الحسين بن علي
Géneros
وكان عبد الله بن الزبير يقول له: «إن شئت أن تقيم بالحجاز آزرناك ونصحنا لك وبايعناك، وإن لم تشأ البيعة بالحجاز توليني أنا البيعة فتطاع ولا تعصى.»
ويزعم كثير من المؤرخين أن ابن الزبير كان متهم النصيحة للحسين، ومن هؤلاء المؤرخين أبو الفرج الأصبهاني. قال: «إن عبد الله بن الزبير لم يكن شيء أثقل عليه من مكان الحسين بالحجاز، ولا أحب إليه من خروجه إلى العراق طمعا في الوثوب بالحجاز؛ لأن ذلك لا يتم له إلا بعد خروج الحسين، فلقيه وقال له: «على أي شيء عزمت يا أبا عبد الله؟»
فأخبره برأيه في إتيان الكوفة، وأعلمه بما بعث به مع مسلم بن عقيل، فقال الزبير: «فما يحبسك؟ فوالله لو كان لي مثل شيعتك بالعراق ما تلومت في شيء.» •••
ولعل أنصح الناس له في هذه المسألة كان عبد الله بن عباس؛ لما بينهما من القرابة، وما عرف به ابن عباس من الدهاء. سأله: إن الناس أرجفوا أنك سائر إلى العراق، فما أنت صانع؟
قال: قد أجمعت السير في أحد يومي هذين.
فأعاذه ابن عباس بالله من ذلك، وقال له: إني أتخوف عليك في هذا الوجه الهلاك، إن أهل العراق قوم غدر، أقم بهذا البلد فإنك سيد أهل الحجاز، فإن كان أهل العراق يريدونك كما زعموا فلينفوا عدوهم ثم أقدم عليهم، فإن أبيت إلا أن تخرج فسر إلى اليمن، فإن بها حصونا وشعابا ولأبيك بها شيعة.
فقال له الحسين: يابن العم! إني أعلم أنك ناصح مشفق، ولكني قد أزمعت وأجمعت على المسير.
قال ابن عباس: إن كنت لابد فاعلا، فلا تخرج أحدا من ولدك ولا حرمك ولا نسائك، فخليق أن تقتل وهم ينظرون إليك كما قتل ابن عفان.
السفر إلى العراق
وخرج في الثامن من ذي الحجة لا ينتظر العيد بمكة؛ لأن أخبار البيعة بالكوفة حفزته إلى التعجيل بالسفر قبل فوات الأوان.
Página desconocida