ما أعذب قبلة الأطفال! وما أطيب طعم ابتسامهم!
ثم سألت الطفل: «ما اسمك؟»
قال: «روبرت.»
نظرت في وجهه فإذا به آية من آيات الجمال الإنجليزي: وجه شفاف كأنما هو عصير ورد وياسمين تجمد فنحت وجها بشريا، وفم كزر الورد لطفا وانكماشا، وجبهة كبيرة عالية يخفيها شعر ذهبي مسدول عليها، وعينان لهما زرقة عميقة كزرقة البحار بعيد الغروب، وهما كبعض العيون الإنجليزية في جمودهما الظاهري، وحرارتهما الخفية، وحلاوتهما وتلاعبهما. نظرت في جميع هذه الملامح متمعنة، فقلت للطفل: «من أين أتيت بعينيك، يا روبرت؟ ومن أعطاك زرقتهما؟»
أجاب، ولم يفهم غير كلمتي «من أعطاك»: «ماما.»
قلت: «قرت عينا أمك بك! وأي عمل يعمل أبوك؟»
قال ولثغاته اللطيفة تتدحرج على لسانه متعثرة بشفتيه: «بابا ضابط، وأنا عسكري مثل بابا.»
قلت: «أنت جميل، وأنا أحبك يا روبرت. هات يدك.»
قال:
Yes, Thank you .
Unknown page