64

Zuhr Islam

ظهر الإسلام

Genres

وأخيرا بعد كل هذا لم يرض البويهيون عن الطائع، فإن بهاء الدولة البويهي احتاج إلى مال فدبر خلع الطائع وأخد أمواله، فأرسل إلى الطائع يسأله الإذن في الحضور ليجدد العهد به، فأذن له في ذلك وجلس له كما جرت العادة، فدخل بهاء الدولة ومعه جمع كثير، فلما دخل قبل الأرض وأجلس على كرسي، فدخل بعض الديلم كأنه يريد تقبيل يد الخليفة فجذبوه وأنزلوه عن سريره وهو يستغيث ولا يلتفت إليه أحد، وأخذوا ما في داره، ونهب الناس بعضهم بعضا، ثم أمروه أن يخلع نفسه ففعل بعد أن نزل للبويهيين عن كل شيء.

وقد كان الشريف الرضي حاضرا في المجلس الذي قبض فيه على الطائع، وقد خاف أن يعيد الفرس تمثيل دور الترك مع المتوكل فأسرع في الخروج، وكان أول خارج من الدار، ومكث من مكث من القضاة والأشراف فسلبوا ثيابهم وامتهنوا، وفي ذلك يقول قصيدته التي مطلعها:

لواعد الشوق تخطيهم وتصميني

واللوم في الحب ينهاهم ويغريني

وفيها يقول:

اعجب لمسكة نفسي بعدما رميت

من النوائب بالأبكار والعون

ومن نجائي يوم الدار حين هوى

غيري ولم أخل من حزم ينجيني

مرقت منها مروق النجم منكدرا

Unknown page