148

Al-Zuhd al-Kabīr

الزهد الكبير

Editor

عامر أحمد حيدر

Publisher

مؤسسة الكتب الثقافية

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٩٩٦

Publisher Location

بيروت

٥٣٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ هَذَا كَثِيرًا: «دَارُنَا أَمَامُنَا، وَحَيَاتُنَا بَعْدَ مَوْتِنَا إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ»
٥٣٩ - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: سَمِعَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: يَا ابْنَ بَشَّارٍ، مَثِّلْ لِبَصَرِ قَلْبِكَ حُضُورَ مَلَكِ الْمَوْتِ وَأَعْوَانِهِ لِقَبْضِ رُوحُكَ، فَانْظُرْ كَيْفَ تَكُونُ، وَمَثِّلْ لَهُ هَوْلَ الْمَطْلَعِ وَمُسَائَلَةِ مُنْكَرٍ، وَنَكِيرٍ، فَانْظُرْ كَيْفَ تَكُونُ، وَمَثِّلْ لَهُ الْقِيَامَةَ وَأَهْوَالَهَا وَأَفْزَاعَهَا وَالْعَرْضَ وَالْحِسَابَ وَالْوُقُوفَ، فَانْظُرْ كَيْفَ تَكُونُ، ثُمَّ صَرَخَ صَرْخَةً وَوَقَعَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ "
٥٤٠ - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: «إِنَّ لِلْمَوْتِ كَأْسًا لَا يَقْوَى عَلَى تَجَرُّعِهَا إِلَّا خَائِفٌ وَجِلٌ طَائِعٌ كَانَ يَتَوَقَّعُهَا، فَمَنْ كَانَ مُطِيعًا فَلَهُ الْحُسْنَى وَالْكَرَامَةُ وَالنَّجَاةُ مِنْ عَذَابِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كَانَ عَاصِيًا نَزَلَ بَيْنَ الْحَسْرَةِ وَالنَّدَامَةِ يَوْمَ الصَّاخَّةِ وَالطَّامَّةِ»
٥٤١ - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: وَقَالَ دَاوُدُ - يَعْنِي الطَّائِيَّ - لِسُفْيَانَ: " إِذَا كُنْتَ تَشْرَبُ الْمَاءَ الْبَارِدَ وَالْمُرَوَّقَ وَتَأْكُلُ اللَّذِيذَ الْمُطَيَّبَ وَتَمْشِي فِي الظِّلِّ الظَّلِيلِ، مَتَى تُحِبُّ الْمَوْتَ وَالْقُدُومَ عَلَى اللَّهِ ﷿ قَالَ: فَبَكَى سُفْيَانُ "
٥٤٢ - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ لِأَبِي ضَمْرَةَ الصُّوفِيِّ وَقَدْ رَآهُ يَضْحَكُ: يَا أَبَا ضَمْرَةَ، لَا تَطْمَعَنَّ فِيمَا لَا يَكُونُ، وَلَا تَأْيَسْ مِمَّا ⦗٢١٤⦘ يَكُونُ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا إِسْحَاقَ: ما مَعْنَى هَذَا؟ فَقَالَ: مَا فَهِمْتَ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: " لَا تَطْمَعَنَّ فِي بَقَائِكَ وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ مَصِيرَكَ إِلَى الْمَوْتِ، فَلِمَ تَضْحَكُ؟ مَنْ يَمُوتُ وَلَا يَدْرِي إِلَى أَيْنَ يَصِيرُ بَعْدَ مَوْتِهِ إِلَى جَنَّةٍ أَمْ نَارٍ؟ وَلَا تَيْأَسْ مِمَّا يَكُونُ، أَنْتَ لَا تَدْرِي أَيُّ وَقْتٍ يَكُونُ الْمَوْتُ صَبَاحَا أَوْ مَسَاءً أَوْ نَهَارًا؟ ثُمَّ قَالَ: أَوَّهُ أَوَّهُ وَسَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ "

1 / 213