176

al-Zuhd

الزهد

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

١٢٥٤ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ يُكَنَّى أَبَا زَكَرِيَّا مَوْلًى لِلْقُرَشِيِّينَ عَنْ بَعْضِ مَشَايِخِهِ قَالَ: كَانَتْ ابْنَةُ عَمٍّ لِعَامِرٍ يُقَالُ لَهَا عَبْدَةَ تَرَى مَا يَصْنَعُ بِنَفْسِهِ فَتُعَالِجُ لَهُ الثَّرِيدَ فَتَأْتِيهِ بِهِ فَيَخْرُجُ إِلَى أَيْتَامِ الْحَيِّ فَيَدْعُوهُمْ فَتَقُولُ: إِنَّمَا عَمِلْتُهَا لَكَ بِيَدَيَّ لِتَأْكُلَهَا، فَيَقُولُ: أَلَيْسَ إِنَّمَا أَرَدْتِ أَنْ تَنْفَعِينِي؟ قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ لَهَا: يَا عُبَيْدَةُ تَعَزِّي بِالْقُرْآنِ عَنِ الدُّنْيَا، فَإِنَّهُ مَنْ لَمْ يَتَعَزَّ بِالْقُرْآنِ عَنِ الدُّنْيَا تَقَطَّعَتْ نَفْسُهُ عَلَى الدُّنْيَا حَسَرَاتٍ "
١٢٥٥ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: قِيلَ لِعَامِرٍ: لَوِ انْحَدَرْتَ إِلَى الْبَصْرَةِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّهُ لَلَبْلَدُ الَّذِي أُحِبُّهُ قَالَ: هَاجَرْتُ إِلَيْهِ وَتَعَلَّمْتُ بِهِ الْقُرْآنَ وَلَكِنَّهَا رِحْلَةُ هَوَى وَمَا آسَى مِنَ الْعِرَاقِ إِلَّا عَلَى هَوَاجِرِهَا وَإِخْوَانِي مِنْهُمُ الْأَسْوَدُ بْنُ كُلْثُومٍ "
١٢٥٦ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ، مَوْلَى بَنِي جُشَمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شَيْخٍ، قَدْ سَمَّاهُ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ ذِكْرَ سَبَبِ تَسْيِيرِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَرَّ بِرَجُلٍ مِنْ أَعْوَانِ السُّلْطَانِ وَهُوَ يَجُرُّ ذِمِّيًّا، وَالذِّمِّيُّ يَسْتَغِيثُ بِهِ قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَى الذِّمِّيِّ وَقَالَ: أَدَّيْتَ جِزْيَتَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ وَقَالَ: مَا تُرِيدُ مِنْهُ؟ قَالَ: أُرِيدُ مِنْهُ يَكْسَحُ دَارَ الْأَمِيرِ، قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَى الذِّمِّيِّ وَقَالَ: تَطِيبُ نَفْسُكَ لَهُ بِهَذَا؟ قَالَ: يَشْغَلُنِي عَنْ صَنْعَتِي، قَالَ: دَعْهُ، قَالَ: لَا أَدَعُهُ، فَقَالَ لَهُ: دَعْهُ قَالَ: لَا أَدَعُهُ قَالَ: فَوَضَعَ كِسَاءَهُ ثُمَّ قَالَ: لَا تُخْفَرُ ذِمَّةُ مُحَمَّدٍ ﷺ وَأَنَا حَيٌّ، قَالَ: ثُمَّ خَلَّصَهُ مِنْهُ قَالَ: فَتَرَقَّى ذَلِكَ حَتَّى كَانَ سَبَبَ تَسْيِيرِهِ فَجَاءَ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ ابْنُ عَامِرٍ قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: الْأَمِيرُ بِالْبَابِ قَالَ: فَأَذِنَ لَهُ وَإِنَّهُ لَنَائِمٌ عَلَى بَرْدَعَتِهِ قَالَ: فَقَالَ: هَذَا كِتَابُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ جَاءَ إِلَيْكَ أَنَّكَ لَا تَأْكُلُ اللَّحْمَ وَلَا تَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ وَلَا تَأْكُلُ السَّمْنَ وَتَطْعَنُ عَلَى الْأَئِمَّةِ قَالَ: أَمَّا قَوْلُكَ: لَا آكُلُ اللَّحْمَ، فَإِنِّي مَرَرْتُ بِقَصَّابٍ يَقُولُ: النِّفَاقَ النِّفَاقَ حَتَّى ذَبَحَ وَقَدْ أَكْرَهُ الذَّبِيحَةَ الَّتِي لَا يُذْكَرُ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهَا فَإِذَا اشْتَهَيْنَا اللَّحْمَ ذَبَحْنَا الشَّاةَ وَقَدْ رَبَّيْنَاهَا فَأَكَلْنَا لَحْمَهَا، وَأَمَّا قَوْلُكَ: لَا آكُلُ السَّمْنَ فَإِنِّي كُنْتُ أَرَاهُمْ فِي مَغَازِينَا يَقْطَعُونَ إِلَيْهِ الشَّاةَ ثُمَّ يُسْلُونَهَا مَعَ السَّمْنِ وَتِلْكَ مَيْتَةٌ وَقَدْ آكُلُ مَا جَاءَ مِنْ بَادِيَتِنَا هَذِهِ، وَأَمَّا قَوْلُكَ: إِنِّي أَطْعَنُ عَلَى الْأَئِمَّةِ فَمَعَاذَ اللَّهِ أَنْ أَطْعَنَ عَلَى إِمَامٍ، وَأَمَّا قَوْلُكَ: إِنِّي لَا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَلَقَدْ خُطِبْتُ إِلَى رَبِّي ﷿ قَبْلَ أَنْ تَلِدَكَ أُمُّكَ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ حُمْرَانُ: لَا أَكْثَرَ اللَّهُ فِي الْمُسْلِمِينَ، يَعْنِي مِثْلَكَ، فَقَالَ: لَكِنْ أَكْثَرَ اللَّهُ فِي الْمُسْلِمِينَ مِثْلَكَ لَا بُدَّ لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ مُهِمَّاتٍ "
١٢٥٧ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا بَعْضُ، مَشْيَخَتِنَا قَالَ: قَالَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّمَا أَجِدُنِي آسَفُ عَلَى الْبَصْرَةِ لِأَرْبَعِ خِصَالٍ: تَجَاوُبُ مُؤَذِّنِيهَا وَظَمَأُ الْهَوَاجِرِ؛ وَلِأَنَّ بِهَا إِخْوَانِي؛ وَلِأَنَّ بِهَا وَطَنِي "
١٢٥٨ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ، رَأَى عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ دَعَا بِزَيْتٍ فَصَبَّهُ عَلَى يَدِهِ كَذَا وَصَفَ جَعْفَرٌ مَسَحَ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى ثُمَّ قَالَ: ﴿تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ ⦗١٨٥⦘ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ﴾ [المؤمنون: ٢٠] قَالَ: فَدَهَنَ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ "

1 / 184