284

( ذوي القربى واليتامى ) يريد المحاويج منهم ، ولم يقيد لعدم الالتباس. وقدم ذوي القربى لأن إيتاءهم صدقة وصلة ، كما قال عليه السلام : «صدقتك على المسكين صدقة ، وعلى ذي رحمك اثنتان». وقال عليه السلام لفاطمة بنت قيس لما قالت : يا رسول الله ، إن لي سبعين مثقالا من ذهب ، فقال : «اجعليها في قرابتك». وعن الباقر والصادق عليهما السلام : أن المراد قرابة النبي صلى الله عليه وآلهوسلم ، كما في قوله : ( قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) (1). ( والمساكين ) جمع المسكين ، وهو الذي أسكنته الخلة ، وهي الحاجة. أو دائم السكون إلى الناس ، لأنه لا شيء له ، كالمسكير للدائم السكر ( وابن السبيل ) المسافر المنقطع به. جعل من أبناء السبيل لملازمته له ، كما يقال للص القاطع : ابن الطريق. وقيل : هو الضيف ، لأن السبيل يرعف (2) به ، أي : يقدمه إلى بيت الضيف. والقول الأول مروي عن أبي جعفر عليه السلام ومجاهد ، والثاني عن ابن عباس وقتادة وابن جبير ( والسائلين ) الذين ألجأتهم الحاجة إلى السؤال. وقال عليه السلام : «للسائل حق وإن جاء على فرسه». ( وفي الرقاب ) أي : صرف المال في تخليصها ، بمعاونة المكاتبين ، أو فك الأسارى ، أو ابتياع الرقاب لعتقها.

( وأقام الصلاة ) المفروضة ، أي : أداها لميقاتها وعلى حدودها ( وآتى الزكاة ) أعطى زكاة ماله. يحتمل أن يكون المقصود منه ومن قوله : ( آتى المال ) الزكاة المفروضة ، ولكن الغرض من الأولى بيان مصارفها ، وبالثاني أداؤها والحث عليها. وأن يكون المراد بالأول نوافل الصدقات ، أو حقوقا كانت في المال سوى الزكاة. وعن الشعبي قال : إن في المال حقا سوى الزكاة ، وتلا هذه الآية ، فقال : ذكر إيتاء المال في هذا الوجوه ، ثم قفاه بإيتاء الزكاة.

Page 289