260

الوحي ، ولا سبيل لكم إلى علمه إلا من جهة السمع. وكرر «يعلمكم» ليدل على أن هذا التعليم جنس آخر ، أي : ليس من جنس ما يحصل بالفكر.

( فاذكروني ) بأنواع الطاعة ( أذكركم ) بصنوف الثواب والرحمة. وقيل :

اذكروني في النعمة والرخاء أذكركم في الشدة والبلاء ، واذكروني بالدعاء أذكركم بالإجابة. وعن الباقر عليه السلام قال : «قال النبي صلى الله عليه وآلهوسلم إن الملك ينزل الصحيفة من أول النهار وأول الليل ، يكتب فيها عمل ابن آدم ، فأملوا في أولها خيرا وفي آخرها خيرا ، فإن الله تعالى يغفر لكم ما بين ذلك إن شاء الله ، فإن الله تعالى يقول : اذكروني أذكركم».

( واشكروا لي ) ما أنعمت عليكم ( ولا تكفرون ) بجحد نعمائي وعصيان أمري.

( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين (153) ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون (154))

( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر ) بحبس النفس على اجتناب المعاصي والحظوظ النفسية المحرمة ، وعلى تحمل الطاعات والعبادات. وإلى هذا المعنى أشار أمير المؤمنين عليه السلام في قوله : «الصبر صبران : صبر على ما تكره ، وصبر على ما تحب». ( والصلاة ) التي هي أم العبادات ، وأفضلها في الدين ، لأنها معراج المؤمنين ، والمناجاة لرب العالمين ، وتتضمن الذكر والخشوع والخضوع ، وتذكر المبدأ والمعاد والوعد والوعيد.

Page 265