فمات بمقام نهر الطاي من بلاد ايغور وهو قاصد غزو الخطا وكان فيما يقال يتمذهب مذهب النصرانية ويميل اليها فمات عليها وكان موته فتحا للاسلام ولطفا لا تدرك كنهه الأوهام لأنه أوجب عود هولاكو عن ديار الشام وبذلك تمت للمسلمين النصرة وطمت المشركين الكسرة وذلك أن اريبك أخا منكوقان كان نايبه في المملكة بقراقروم فلما مات أخوه منكوقان أراد الاستيلاء على المملكة وكان أخوه قبلاي مجردا بلاد الخطا جرده اليها أخوه منكوقان من حين جلوسه في الدست وأرسل بركة بقوله لاريبكا أنت أحق بالقانية لأن منكوقان رتبك فيها في حيوته وانضم اليه بنو عمه مجي بن اوكديه واخوته واتفق عود أخيه قبلاي من بلاد الخطا فسار اريبكا لحربه والتقيا واقتتلا فكانت الكسرة على قبلاي وانتصر عليه اريبكا فأخذ الغنايم والسبايا واحتجتها لنفسه ولم بنفس لبني عمه بشيء فوجدوا عليه ونفروا عنه ومالوا إلى بلاي فأعادوا القتال معه فاستظهروا عليه وأخذ اريبكا أسيرا واستقر قبلاى في القانية وسقى أخاه سما فمات به وطالت مدة قبلاى في المملكة واستقر الى سنة ثمان وتسعين وستمائة فبلغ ذلك هولاكوا وهو نازل على حلب فانزعج وعاد رجاء أن يكون له في الأمر نصيب فلما وجد أخاه قبلاي مستقرا استقر بالأقاليم التي افتتحها فصارت في يده ويد ذريته الى يومنا هذا.
ذكر الأقاليم التي استقرت لهولاكوا وأولاده
وهمذان ونسا وكنجة ونهاوند وعراق العجم وكرسيه اصبهان ومن مدنه قزوين وقم وقاشان وشهرزور وسجستان وطبرستان وكيلان وبلاد الاسماعيلية وعراق العرب وكرسي مملكته بغداد ومدنه واسط والدينور والكوفة والبصرة وغيرها واذربيجان و وكرسيها تبريز. وبلاد فارس ومن مداينها شيراز والأهواز وغيرها، ومن أعمالها كيش ونعمان وكازرون والبحرين وديار بكر وكرسيها الموصل ومن مداينها ميافارقين ونصيبين وسنجار واسعرد ورأس العين ودنيسر وحران والرها وجزيرة عمر وبلاد الروم وكرسيها قونية وقد فصلنا أعمالها قديما.
ذكر حال ولدى صاحب الروم بعد ذلك
وأخاه ركن الدين قلج ارسلان فتوجها اليه وصحبتهما أمراؤهما وفيهم معين الدين سليمان البرواناه وحضر معه فتح حلب فلما رفع السيف عن أهلها تقدم اليه البرواناه وضرب الجوك وقال أن أذن لي القان أقول كلمتين بين يديه فقال له قل قال من قصة عيسى ابن مريم على نبينا وعليه الصلوة والسلام أنه أحيا ميتا فأطاعه أهل الأرض
Page 56