عند عوده من حلب فلما انكسرت عساكره على عين جالوت ووصل اليه الخبر بما جرى عليهم من القتل والنهب والأسر استشاط غضبا وحنقا وتململ غيظا وقلقا وأحضر الملك الناصر وقال له ألم تقل لي انه لم يبق بديار مصر الا نفر قليل من مماليككم ليس لهم صورة فلاي سبب غررتني وغششتني حتي ركنت الى قولك واقتصرت على العدة القليلة التي جردتها ولولا كلامك لجردت عدة كثيرة وجيشا أوفر وأمر بقتله فقتل على جبال سلماس وأمر بقتل ولده العزيز فشفعت اليه طقزخاتون زوجته فيه فعفا عنه وقيل انه كان قد أذن له هولاكو في العود الى بلد الشام) ليستقر بها على قاعدته فسار من عنده وفي مسيره بلغ هولاكو خبر كسرة كتبغا نوين فأمر بأن يستعاد الناصر من الطريق فلما جاءه الأمر بالرجوع قال:
ذكر مقتل الملك المظفر سيف الدين قطز صاحب الديار المصرية في السابع عشر من ذي القعدة سنة ثمان وخمسين وستمائة
والجائهم الى ذهب الهرب والهجاج والتنقل في الفجاج إلى غير ذلك من أنواع الأموال التي قاسوها والمشقات التي لابسوها وانما انحازوا اليه لما تعذر عليهم المقام بالشام وللتناصر على صيانة الاسلام لا لأنهم أخلصوا له الولاء أو رضوا له الاستيلاء
Page 53