335

Zubdat al-fikra fī tārīkh al-hijra

زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة

Genres

History

فعلوا ذلك ودخلوا بجيوشهم ربما افسد البلاد مرورها وباقامتهم فيها فسدت امورها فقد فهم هذا المقصود ومتى الفت البلاد والعباد منهم هذا الاشفاق ومتي اتصفت جيوشهم بهذه الأخلاق وها آثارهم موجودة ودعاوى خلافهم بمشاهدة الحال مردودة وحل هذا اعتماد من رمق شخص الاسلام بانسانه كيف ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المسلم من سلم الناس من يده ولسانه واسارى المسلمين عندهم في اشد وثاق وفي يد الأرمن والتكفور منهم ما يخالف ما ادعوه من إشفاق وقد كان المسلمون غزوا عسكر ابغا وقتلوا من قتلوا من التتار وحصل لهم التمكن في البلاد والاستظهار واستولوا على ملك آل سلجوق وما تعرضوا لدار ولا جار ولا عقوا اثرا من الآثار ولا حصل لمسلم منهم ضرر ولا أوذي في ورد ولا صدر وكان احدهم يشترى قوته بدرهمه وديناره ويايي آن يمتد إلى احد من المسلمين يد اضراره هذه سنة اهل الاسلام وفعل من يريد لملكه الدوام.

الاهتمام بجمع العساكر وتهيئة المجانيق إلى غير ذلك مما ذكروه من التهويل فالله تعالى يقول : هو الذي قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل .

Page 360