300

Zubdat al-fikrat fi tarih al-higrat

زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة

Genres

History

ووازره في تلك الأمور فقدمه على المماليك السلطانية فكان يتحدث في اشغالهم وينظر في احوالهم ويدخل الى السلطان متي اراد ولا يحجبه عنه حاجب ولا راد فغار منكوتمر من قربه وسعي في بعده فلما وصل البريد مخبرا بأمر القلاع التي فتحها العسكر ببلاد الأرمن حسن الاستاذه أن يرسله اليها ليقيم فيها فوافقه على ارساله واتصل ذلك بكرجي فدخل الى السلطان وتضور من الرواح إلى الجهات المعينة وسأل الاعفاء منها وتعيين غيره لها فاجابه وأعفاه فكمن في نفسه من عداوته ما كمن واتفق بعد ذلك أن منكوتمر فاوض شخصا من الخاصكية نسيبا لطغجي فسته واغلظ عليه فتوجه ذلك إلى طغجي وشكا الحال اليه وكان يسمى طغاي فاجتمع هولاء ونشاكوا سوء سيرة منكوتمر وعمله على ابعاد الأمراء واتلافهم وقالوا هذا متى طالت مدته قويت شوكته وعمل علينا واحدا بعد واحد واستاذه مرتبط به ومتمسك بسبه ومتى لم نبدأ باعدامه ما ننال من مملو كه قصدا والصواب انا باستاذه قبله نبدأ وابرموا امرهم فيما بينهم فلما كان ليلة الجمعة مجموا عليه وهو جالس يلعب بالشطرنج مع احد جلسائه فارووا السيوف من دمائه وقطعوه قطعا وتركوه ملقعة وخرجوا إلى دار النيابة في طلب منكوتمر فلما أتوا إلى بابه استدعوه للنزول فاحست بالامر المهول وعلم انه مقتول وكان طغجي ساكنا بدار الملك السعيد ونزل منكوتمر وألقى نفسه بين يديه واستجار به من القتل فاجاره وقال لكرجي ومن معه اذهبوا به إلى الجب فذهبوا به ودلوه فلما صار في قعر الحب عرفه الأمراء المعتقلون فظنوا أن استاذه نقم عليه واعتقله وسألوه عن امره فاخبرهم بقتله فثاروا اليه وشتموه وضربوه وأهانوه لما في نفوسهم منه وقيل أنهم وجدوا عليه رائحة النبيذ.

حيا فعاد الى الحب واطلعه وذبحه من قفاه ولقاه الله ما قدمت يداه:

والزمام قد بقي بيديهما وجلس طغجي في شباك النيابة وقعد الأمراء حوله وديوان الجيش قدامه وامر ونهي معتقدا أن الرقاع قد خلت وان البيادق قد تفرزنت وسمت نفسه إلى المنصب الأعلى ولم يرض بسلوك الطريقة المثلى .

بيبرس الجاشنكر والامير حسام الدين الرومي استاذ الدار والامير عز الدين ايبك الخزندار والامير بدر الدين عبدالله السلحدار والامير سيف الدين كرد الحاجب فاجتمعت آراوهم على احضار الملك الناصر من الكرك ليجلس في دسته ويستقر على كرسيه وتخته لانه صاحب البيت وابن الصاحب ووارثه بعد اخيه ووالده ولم يبدو ذلك لطغجي و كرجي خشية ان لا يوافقاهم على فعله ففعل الله فيهما ما هو من اهله.

Page 324