260

Zubdat al-fikrat fi tarih al-higrat

زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة

Genres

History

لا هجس بالظنون انه يهون وذلك أن السلطان لما فتح عكا وامر باخرابها فشيرت دكا و كانت ملكا فعادت هلكا امتلأت بمهابته قلوب الفرنجية وقذف الله رعبه في الأعمال الساحلية وخاف اهل الاماكن سطوته وخشوا نقمته فاجمعوا آراؤهم على الاذعان وطلب النجاة وتسليم البلاد في يد المسلمين فخرجوا عنها كارهين واخلوها راغمين وتلمها السلطان بلا تعب ونصب سناجقه عليها بلا نصب واغناه الجد السعيد والسعد الجديد عن اتعاب العساكر واشهار البواتر فما اشبه أمره بأمر سميه وما اقرب وليه من وسميه الا انه برز عليه ونال بالمعاجلة والاقدام ما ناله ذلك بالمطاولة على تمادى الأعوام وامر بهدمها جميعا فهدمت.

بظاهر سيواس يزعم النصاري أن لها في ايديهم من أيام المسيح عليه السلام وتداعي سقفهاواركانها ولم يكن ظهر فيها ما يقتضي انهدامها بل سقطت بغتة السر في ارجائها وارادة سبقت بانقضاضها وانقضائها.

ذكر قبضه على الأمير حسام الدين لاجين السلحدار وعزله عن نيابة الشام

السلطنة بالشام وولاها الأمير علم الدين سنجر الشجاعي وكان قد شعر عنده به وأوهم بسببه وكان الساعى عليه بالنميمة الأمير علم الدين سنجر الحموي ابو خرص ثم انه اوهم حسام الدين لاجين من جهة السلطان وقال له انه عازم على القبض عليك واتلافك فحمله الخوف على ان قصد الهرب لينجو بنفسه فركب من الوطاق ليلة من الليالي قاصدا الاجفال فاشار عليه بعض امراء الشام برجوعه إلى خيمته واقامته على مكانته فرجع متسترا في ليلته فبلغ الخبر السلطان فارسل اليه من قبض عليه ثم سيره محتفظا به إلى الديار المصرية.

ذكر توجه السلطان والي دمشق المحروسة وعوده الى الديار المصرية

ودخلها في مواكبه كالبدر بين كواكبه ولعب الكرة في ميدانها ورتب الأمير علم الدين الشجاعي فيها وعاد نحو الديار المصرية .

Page 283