Zubdat al-fikrat fi tarih al-higrat
زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة
Genres
ذكر منازلة دربيه وعسكر التتار [قلعة البيرة]
ونصبوا عليها المجانيق وآلات الحصار وجرد طائفة منهم صحبة مقدم يسمى جنغر إلى الفرات لحفظ المخائض فنزلوا على مخضة تعرف بمخاضة القاضي وأقاموا لهم سياجا من السيب وحاجزا من الخشب ونزلوا وراء ذلك السياج فسار السلطان بالعساكر الاسلامية المصرية والشامية حتى انتهى الى تلك المخاضة وأشرف على التتار من أعلى الجبل وهم عليها نازلون وبها محيطون فاستشار الأمراء الأكابر ومن جرت عادته بالاشارة في المشاور فتقدم اليه الأمير المخدوم وقال هؤلاء أهون علينا من أن نستشير في أمرهم أو نتوقف دونهم وأنا أعبر اليهم وأهجم عليهم وانما أحتاج دليلا يعرفني المخاضة، فتقدم الدليل قدامه وتوجه بمن معه من مماليكه وأصحابه فاقتحم الفرات وعبره على سفائن كواهل الصافنات فثار التتار اليه وحملوا عليه فثبت لهم وصدمهم صدمة فرقتهم قوتها ومزقتهم شدتها وقتل مقدمهم جنغر قتله زين الدين كتبغا مملوك المخدوم وقتل منهم جماعة فأدركهم (عند المخاضة) المخاض الذي لم يجدوا منه الى الخلاص سبيلا وغدروا اما أسيرا واما جريحا وانا قتيلا وكان الأمير علاء الدين الحاج طيبرس الوزيري في رأس الميمنة فأراد التقدم ليخوض اليهم مما يليه فسبقه المخدوم وفاز بسبقه وصدق الغزر وما زال من اهل صدقه ثم عند ذلك عبر السلطان وعبرت العساكر الفارس الى جانب الفارس معتمدة على خطارة مقدما على طول البحر وأخطاره فكادوا يوقعون جريان تباره فلما تكاملت الجيوش شرقي الفرات ولي در بيه هزيما ورحل عن البيرة ذميما وترك الاته التي أعدها للحصار فنزل أهل البيرة وأخذوها واقتسموها وغنموها وسار السلطان اليها فشارفها وشرف من فيها فخلع على المغيثى النائب بها وعلى مقدميها وعاد عنها ظافرا وحظه من نصر الله وافرا ووصل إلى دمشق.
Page 137