Ziraf Wa Mutamajinin
أخبار الظراف والمتماجنين
وصوَّبه، ثمَّ قال: سوأةٌ لهذهِ السن وهذهِ القامةِ؛ ثمَّ قال له عمر: أتحفظ من المفصَّلُِ شيئًا؟ قال: نعم، وما المفصَّلُ؟ قال: ويلك ﴿أتقرأُ من القرآنِ شيئًا؟ قال: أقرأُ ﴿الحمد﴾ وأخطئ فيها موضعين أو ثلاثةٍ، وأقرأُ ﴿قل أعوذ برب الناس﴾ وأخطئ فيها، وأقرأُ ﴿قل هو الله أحد﴾ مثل الماءِ الجاري؛ قال: ضعوه في الحبسِ، ووكِّلوا بهِ معلِّمًا يعلمه القرآن وما يجبُ عليهِ من الطَّهارةِ والصلاةِ، وأجروا عليه كلَّ يوم درهمًا، وعلى معلّمهِ ثلاثةً، ولا يخرج مِن الحبس حتّى يحفظ القرآن أجمع؛ فكان كلّما علَّم سورةً نسيَ الَّتي قبلها، فبعث رسولًا إلى عمر: يا أمير المؤمنين﴾ وجه إلي من يحملُ إليك ما أتعلمه أولًا فأوّلًا، فإنَّي لا أقدر أن أحمله؛ فقال عمر: ما أرى هذهِ الدَّراهم إلاّ لو أطعمناها جائعًا أو كسونا بها عاريًا كان أصلح؛ ثمَّ دعا به، فقال: أقرأ ﴿يا أيها الكافرون﴾ فقال: أسأل الله العافية ﴿أدخلت يدك في الجراب، فأخرجت شَّرَّ ما فيه وأصعبه؛ فأمر بوجىء عنقه، ونفاه.
٢٩٥ - قال المبرّد: قدم بعض البصريين من أصحاب أبي الهذيل بغداد، وقال: لقيت مخنثّين، فقلت لهما: أريد منزلًا؛ وكان هذا الرجل في نهاية القبح، فقال أحدهما: بالله من أين أنت؟ قلت: من البصرة؛ فأقبل على الآخر، فقال: لا إله إلاَ الله، تحول يا أختي كل شيء من الدنيا، حتى هذا﴾ كانت القرود تجيء إلى بغداد من اليمن صارت تجيء من البصرة! .
٢٩٦ - قال أبو القاسم الرازي: سمعت أخي أبا عبد الله يقول:
1 / 132